للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الساعاتي يدرك أنه مطبوع على قول الشعر، وأنه استطاع أن ينجو ببعض شعره من آفات القول، وأوضار الشعر التي انتشرت في زمانه، وقبل زمانه، ويقول في هذا:

فلا تحسبني بالوضيع مكانهً ... في القائلين وما أقول هذاء

ويقول:

وما أنا إلّا ناظم در فكرتي ... ولم أنتحل فيما أقول وأسرق

ويقول:

وما أنا إلّا شاعر ذو طبيعة ... ولست بسراق كبعض الأعاجم

على أن هذا كله لا يعفي الشاعر من أنه أراق ماء وجهه في الطلب؛ حيث يقول مادحًا توفيق باشا:

أريد ورودًا من نداكم لأرتوي ... كما يطلب الصادي على البعد موردا

فسيرت آمالي دليل قصائدي ... لنيل الأماني علَّ أبلغ مقصدا

وأنه كان يرى الشعر ثمنًا للمال، وأن المسألة بيع وشراء، وأخذ وعطاء:

مني المدائح والمنائح منكم ... لا غبن إن كليهما آلاء

تعتاض من بذل النضار جواهرًا ... هذا بذلك وفي البقاء نماء

وأنه أسرف في الصناعات اللفظية، واستعمال المحسنات البديعية, كما يدل على ذلك معظم شعره، وقد نظم قصيدةً كاملةً في مدح الرسول -عليه السلام- معارضًا بها ابن حجة الحموي، والبوصيري، وكل بيت منها يشتمل على محسن بديعيّ، وفيها يقول، وقد بلغ عدد أبياتها مائة وخمسين بيتًا:

<<  <  ج: ص:  >  >>