للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب إحدى الجرائد بالتعطيل إن لم تغير أحد كتابها, أو تحمله على تحسين أسلوبه, وقد التَفَّ حوله فريق من طليعة كتاب مصر والشرق، وأفسح لهم في "الوقائع المصرية" يدبجون المقالات الاجتماعية والأدبية والسياسية بإرشاده، وكان يرى أن اللغة العربية هي أساس الدين١ وأن حياة المسلمين بدون حياة لغتهم من المحال٢.

٢- وفي بيروت شرح نهج البلاغة ليسهل على الناس قراءته والإفادة منه، وشرح مقامات بديع الزمان الهمذاني ونشرها حتى تكون زادًا يتغذَّى به طلاب الأدب، ومن ينشدون قوة الأسلوب وسلامة التعبير.

ولما عاد إلى مصر كانت دروسه في البلاغة تختلف عن تلك الكتب التي أفسدتها عجمة مؤلفيها، واختار من كتب البلاغة دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني، وكان السبب في نشرهما لينتفع الناس بهما وقد نشرهما المنار.

وأنشأ جمعية لإحياء الكتب العربية, نشرت "المخصص" لابن سيده، وفي نشره تيسير على طلاب اللغة؛ لأنه من معجمات المعاني، فقد يكون بذهنك المعنى, ولكن يعوزك اللفظ المعبر عنه فتلتمسه في "المخصص" وفي أمثاله من المعجمات، وقام بتصحيح "المخصص" العالم اللغوي الشهير الشيخ محمد محمود الشنقطي, وقد حماه الشيخ محمد عبده، وشجعه على الإقامة بمصر، ولولاه ما بقي٣. كما شرع في طبع "الموطأ" للإمام مالك بعد أن جاء بنسخ خطية له من تونس وفاس وغيرهما٤.

٤- وعهد إلى الأستاذ سيد بن علي المرصفي في تدريس كتب الأدب بالأزهر, أمثال: "الكامل" للمبرد، و"ديوان الحماسة" لأبي تمام، وكانت هذه الدروس غريبة عن الأزهر, ولا عهد له بها، وقد تتلمذ على المرصفي عدد كبير من أدباء مصر البارزين اليوم, أمثال: المنفلوطي، وطه حسين، والزيات، والزناتي, وغيرهم, فهم أثر من آثار توجيهه وإرشاده.


١ تاريخ الإمام ج٣ ص٢٥٩.
٢ المنار ج٨ ص٤٩١.
٣ بروكلمان ج١ ص٣٠٩.
٤ المنار ج٨ ص٤٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>