أنعم بقرشك يا جندي ... وإلا اكسنا أمل يا أفندي ولا أنا وحياتك عندي ... بقي لي شهرين طول جوعان فقلت على سبيل المزاح: أما الفلوس أنا مديشي ... وأنت تقول لي ما امشيشي يطلع على حشيشي ... أقول أمص لك لودان ولما بلغ شاهين باشا ذلك وأني غلبت هؤلاء "الأدباتية" طلب شيخهم، ووعده إن غلبوني يعطهم ألف قرش. وإن غلبتهم يضرب كل واحد من عشرين "سوطًا" واجتمع لذلك حشد من الناس كبير, وابتدأ كبيرهم فقال: أول كلامي حمد الله ... ثم الصلاة على الهادي ماذا تريد يا عبد الله ... قدام أميرنا وأسيادي فقلت: إني أريد أحمد ربي ... بعد الصلاة على المختار وإن كنت تطمع في أدبي ... أسمعك بعض الأشعار فقال: دعنا من الأدب المشهور ... وادخل بنا باب الدعكة ندخل على أسيادنا بسرور ... ونغنم الخير والبركة فقلت: ها احتكم في البحر وشوف ... فن النديم ولا فنك دقولت أسمع يا متحوف ... أحسن أدب وحياة دقنك وهكذا استمر عبد الله نديم يشاجل هؤلاء الأدباتية حتى أفحمهم, وتجد ثبتًا لا بأس به بمجلة الأستاذ, كتبه بنفسه، ونقله أحمد باشا تيمور في كتابه "تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر".