ومن الكتب التي ظهرت في هذه الحقبة التي نؤرخ لها -أي: أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين- وتجلَّت فيها آثار المستشرقين وطريقة بحثهم, بل وكثير من آرائهم وأحكامهم وأبحاثهم:
١- كتاب تاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان، وقد اعتمد فيه على بروكلمن الألماني في كتابه تاريخ الأدب العربي، ولم يقف بروكلمن عن القرن التاسع عشر, بل أصدر ملاحق عديدة يسجل فيها تطور الآدب العربية في عصرنا هذا، وينقد معظم الأدب الذي تصدره المطبعة العربية ويتتبع الأديب منذ نشأته، ويسجل تطورات أدبه.
٢- كتاب الأدب لويس شيخو في الأدب العربي إبان القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، وكتابه هذا محاولة أولية لمحاكاة المستشرقين في كتاباتهم، وفيه كثير من طرق البحث القديمة، ويمنك أن تدرك الفرق بين ما يكتب اليوم وما كتبه الأب شيخو منذ ربع قرن.
٣-وتاريخ أدب العرب, لمصطفى صادق الرافعي، وهو من الكتب التي تدل على غزارة علم وسعة اطلاع، وبذل كثير من الجهد، ولكنه لم يبلغ في بعض أحكامه وطريقة عرضه ما بلغته الأبحاث الأدبية بعد، ويعد في الطليعة من الكتب التي ألفت على الطريقة الحديثة، وقد وفق فيه مؤلفه لكثير من اللمحات والأحكام الصائبة، مع أن الرافعي لم يكن يعرف إلّا القليل من اللغات الأجنبية.
٤- وآداب اللغة العربية في العصر العباسي, للشيخ أحمد الإسكندري.
٥- وبلوغ الأرب في أحوال العرب, للسيد محمود شكري الألوسي البغدادي١:
١ صاحب هذا الكتاب السيد محمود شكري الألوسي البغدادي, ولد سنة ١٢٧٣هـ-١٨٥٦م, ودرس على الطريقة الأزهرية الكتب اللغوية والدينية، ولكن كتابه هذا يعد للآن كتابًا قويًّا في مادته, يدل على علم صاحبه وقدرته على التأليف، وهو من المراجع القيمة في أحوال عرب الجاهلية، وقد احتل كتابه هذا مكانته اللائقة به في عالم التأليف. ولا يزال حتى اليوم حجة في موضعه، وينتفع به كثير من من طلاب الأدب على الرغم من أن البيئة التي نشأ بها المؤلف كانت متأخرة، هذا وقد توفي السيد محمود شكري الألوسي سنة ١٣٤٢هـ-١٩٤٢م ببغداد، وحسبه هذا الكتاب ذكرى طيبة وعملًا صالحًا, راجع تاريخ حياته, وبقية آثاره وأشعاره في أعلام العراق, للسيد محمد بهجت الأثري.