للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويترجم "رفائيل" للامرتين، ويظهر قبل ذلك المنفلوطي في رواياته ماجدولين، والشاعر والفضيلة مترجمة عن الأدب الفرنسي١ ويترجم السباعي رواية المدينتين لتشارلز دكنز، ويترجم الدكتور طه حسين عددًا من المسرحيات الفرنسية.

ونرى خليل مطران يترجم لنا بعض روايات شكسبير، وأسس الدكتور أحمد زكي أبو شادي مدرسة شعرية هي مدرسة "أبولو" عام ١٩٣٣، وأصدر مجلة بهذا الاسم غصت صفحاتها بالمترجم من الشعر العربي، والمنظوم على نمطه٢.

ولقد كانت المجلات الأدبية كما ذكرنا حاملة الترجمة في كل الفنون، فالسياسة الأسبوعية، والبلاغ الأسبوعي، الجديد للمرصفي، والمجلة الجديدة لسلامة موسى، ثم الرسالة لأحمد حسن الزيات، وأختها الرواية، ثم مجلة الثقافة غصت بالموضوعات والقصص المترجمة، وقد كان لكل هذا أثر في اقتباس الأدباء والشعراء من معاني الأدب الأوربي، قصدوا ذلك الاقتباس أو لم يقصدوه، كما أنهم تأثروا في موضوعاته وطريقته، وسنرى هذا الأثر عند الكلام عن المدارس الشعرية في العصر الحديث إن شاء الله.

٥- ونتج عن تأثرنا بالثقافة الأجنبية كثرة تعريب الكلمات ودخول عدد وفير من أساليب التعبير الغربية التي تلمسها لدى الكتاب غير المتمكنين من الأدب العربي القديم، والذين لا يستطيعون أن يصوغوا العبارات المترجمة صياغة عربية أصيلة، وقد انقسم المترجمون حيال اللغة العربية إلى أنواع ثلاثة فبعضهم يتجرم "ولا سيما المسرحيات" بلغة عامية أو عربية قريبة من العامية ولا يتحرجون في استعمال الكلمات الأجنبية، وأسلوبهم فيه كثير من الأسلوب الغربي، وقد راعى هؤلاء حال الجمهور المصري الذي سيشهد هذه المسرحيات، فلم يعنوا بالصياغة العربية والترجمة القوية من أمثال محمد تيمور، ومحمود


١ راجع H.R. GIBB. B.S.S.S وانظر ترجمتها العربية في المجلة الجديدة السنة الثانية عند نوفمبر ١٩٣٠ ص ١٧- ٢٤، وعدد ديسمبر ١٩٣٠ ص ١٤٩- ١٥٥.
٢ راجع LENARS S. HARKER في كتابه BLAZING THE TRAIL ١٩٣٨ ص ١٢٩، والدكتور إسماعيل أدهم عن مطران ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>