للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد على منتقديه في اللواء بقوله: "أما دعواكم أن المواطنين المصريين يريدون الانتقال من استبداد إلى استعباد، وأنهم إنما يطالبون خروج الإنجليز من مصر ليدخلوا تحت حكم جديد، فهي دعوى لا يقبلها ذو لب، ولا يسلم بها أحد من العقلاء، فإننا نطلب استقلال وطننا، وحرية ديارنا، ونتمسك بهذا المطلب إلى آخر لحظة من حياتنا"١.

وقال في إحدى خطبه: "إن مظاهرة الأمة المصرية نحو الدولة العلية هي مظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزي، واشترك أفراد الأمة على اختلافهم في الاكتتاب للجيش العثماني هو اقتراح عام ضد الإنجليز في مصر"٢.

وقال في موضوع آخر: "ماذا يكون مصير البلاد المصرية لو تنازلت تركيا عن حقوقها لإنجلترا، أو تعاهدت معها على ذلك بمعاهدة شبيهة بالمعاهدة الفرنسية الإنجليزية "١٩٠٤" ألا تصير ولاية إنجليزية؟ إذن فلماذا يدهش الكاتب من كوننا نجعل علائقنا مع تركيا حسنة، ونسعى لنيل الوسائل التي قد تفيدنا وتنفعنا؟ "٣.

وقد جارى مصطفى كامل في ذلك رجال الحزب الوطني من بعده، فقد جاء في تقرير الحزب الوطني الذي أرسله إلى مؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية الأولى، والذي نشر في إبريل سنة ١٩١٩ ما يأتي: "كان الحزب الوطني يطلب احترام معاهدة سنة ١٨٤٠، ولم يكن ذلك عن رغبة منه عن الاستقلال المطلق، أو كما يقول أنصار الاستعمار الإنجليزي سعيًا في تغيير النير الإنجليزي بسيادة تركيا -كلا- فإن الحزب الوطني يتوخى الوسائل السلمية دون غيرها، لذلك كانت سياسته الاحتفاظ بعضد الدولة العثمانية وتذكير الدولة بمعاهدتها الضامنة لمصر الاستقلال الداخلي، على -أننا والحق- يقال لم نشعر قط بسيادة تركيا الاسمية بجانب السلطة الإنجليزية، ولم نرَ منها منذ سنة ١٨٤٠ افتئاتًا على


١ اللواء ٢ من مايو سنة ١٩٠٦.
٢ المؤيد ٩ يونيو ١٨٩٢.
٣ اللواء في ٦ أكتوبر ١٩٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>