الأعلى في نفسه وتقطعت الأسباب التي كانت تصله بها بعد إعلان الحماية على مصر، ثم زوال الخلافة نفسها.
فإن يسألوا ما حب مصر فإنه ... دمى وفؤادي والجوانح والصدر
أخاف وأرجو وهي جهد مخافتي ... ومرمى رجائي لا خفاء ولا نكر
هي القدر الجاري، هي السخط والرضا ... هي الدين والدنيا، هي الناس والدهر
بذلك آمنًا، فيا من يلومنا ... لنا في الهوى إيماننا ولك الكفر
ويقول في قصيدة أخرى:
وهبت الصبا والشيب والشوق والهوى ... لمصر وإن لم أقض حق الهوى مصرًا
وقد وقف من الأحزاب المصرية موقف الناصح الأمين، لا يميل به الهوى إلى حزب دون آخر، يمحضهم النصح، ويستحثهم على الوحدة، والتمسك بالأهداف العليا للقومية المصرية، استمع إليه بنصح الوفد المصري حين ذهب لأوربا برئاسة سعد زغلول للدفاع عن القضية المصرية، والمطالبة بحقوقها:
وفد الكنانة هل حملت رجاءها ... أم قد حملت أمانة الأزمان؟
الدهر عين والمماليك السن ... النيل قلب دائم الخفقان
قل للألى وزنوا الشعوب: تذكروا ... في مصر شعبًا راجح الميزان
وإذا رماك أولو الخصومة فارمهم ... بالحجة الكبرى وبالبرهان
وإن كان هواه مع الحزب الوطني، حتى لقد أتهم بأنه من حساد "سعد"، مع أنه كان وطنيًّا مخلصًا لا يرتضى أنصاف الحلول، ولا يقنع إلا بالاستقلال الكامل، وقد قال يرد على هؤلاء الذين اتهموة بمناوأة "سعد"، يبين لهم رأيه في الاستقلال المزعوم، وأنه كان يرجو أن يكون سعد فوق السحاب، تنال البلاد خيرها واستقلالها التام على يديه، لا ذلك الاستقلال الذي سماه الاستقلال الذائب.
دعاة الخير والإصلاح مرحى ... رضيناكم وإن كنتم غصابا
رضيناكم على أن تنصفونا ... وألا تظلموا الشعب المصابا