أفي الإنصاف ألا توردوه ... على طول الصدى إلا سرابا
زعمتم أننا حساد سعد ... وقلتم قول من جهل الصوابا
ولو ركب الجواد بمصر سعد ... لقلنا ليته ركب السحابا
كفى يا قوم بهتانا وزورًا ... فقولوا الحق واجتنبوا السبابا
لأنتم خير من يرجى لمصر ... ولكنا نرى العجب العجابا
وفي استقلالكم بعض المزايا ... ولكنا لمسناه فذابا
لم يكن محرم في الواقع حزبيًّا، ولكنه كان شديد الحمية في التعصب لوطنه، استمع إليه حين الخلاف بين أعضاء الوفد المصري، وشاعت الفرقة يقول مشفقًا على وطنه من هذا النزاع:
إذا اختلفوا أو اتفقوا فإنا ... سوى استقلال مصر لا نريد
إذا لم يحفظ استقلال مصر ... فلا سعد يطاع ولا سعيد
رجاء الشعب -لا الأحزاب تجدي ... إذا ضاع الغداة ولا الوفود
نطيع العاملين ونفتتديهم ... وننصرهم إذا اشتد الوعيد
إذا اعتصموا فنحن لهم حصون ... وإن زحفوا فنحن لهم جنود
بأظهرنا وأيدينا جميعًا ... تحصن مصطفى ورمى فريد
لقد كان حب مصر يملك عليه شغاف قلبه، حتى ليعز عليه أن يفرط في أي حق من حقوقها، وهو الذي قال فيها:
وهبت الصبار الشيب والهوى ... لمصر وإن لم أقض حق الهوى مصرا
بلاد حبتنى أرضها وسماؤها ... حياتي وأجرى نيلها في دمي الدرا
أجل! كان محرم وطنيًّا شديد الغيرة على وطنه، متعصبًا في الحق.
ليسا لتعصب للرجال معرة ... إن الكريم لقومه يتعصب