للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما عاد بعض أعضاء الوفد على الأمة مشروع "ملنر" خشي محرم أن يكون المشروع خدعة إنجليزية لا تحقق استقلال مصر، وصاح صيحة قوية يحذر فيها المصريين من نفاق الإنجليز، فطالما وعدوا الوعود ومنوا الأماني، ولم يتحقق لهم وعد، أو ينجزوا أمنية، كما يحذر المصريين من الفرقة، فطريق الحق واضحة:

يا أيها القوم ماذا في حقائبكم ... إني أرى الشعب قد أودى به القلق

جئتم إلينا فباتت مصر راجفة ... مما حملتم وكاد النيل يحترق

لقد أقاموا طويلًا بين أظهرنا ... فما وثقنا بهم يومًا ولا وثقوا

لا يعبث اليوم باستقلالكم أحد ... ولا يغركم التضليل والملق

استعبد المال قومًا لو يقال لهم ... خوضوا إليه عذاب الله لانطلقوا

برثت من كل ذي نفسين. واحدة ... تأبى القضاء وأخرى همها الورق

ما كنت أحسب أن يقضي القضاء لا ... يومًا فتختلف الأهواء والطرق

ويجزع ... ويشتد جزعه حين تتصدع وحدة الأمة، ويجد العدو ثغره واسعة في صفوفها ينفذ منها إلى مآربه، ويكثر التهاتر واللجاج فيما بينها، وتنصرف عن غايتها السامية.

ألست ترى بنيها في شقاق ... فما يرجون ما عاشوا اتحادا

ويقول:

شرعوا العدواة بينهم لم يوصهم ... دين المسيح بها ولا الإسلام

عوت الثعالب أمس حول عرينهم ... واليوم يزأر حوله الضرغام

ويسدي لهم النصيحة الخالصة في أن يتحدوا، ويرأبوا الصدع. ويجمعوا الصفوف.

يا قوم ماذا يفيد الخلف فاتفقوا ... وقوموا أمركم بالحزم يستقم

صونوا العهود وكونوا أمة عرفت ... معنى الحياة فلم تعسف ولم تهم

يا قوم لا تغفلوا إن العدو له ... عين تراقب منكم زلة القدم

<<  <  ج: ص:  >  >>