بدأت مبدأ اليقين وظلت ... لحياة الشعوب خير قيام
لو وفى بالزكاة من جمع الدنيا ... وأهوى على اقتناء الحطام
ما شكا الجوع معدم أو تصدى ... لركوب الشرور والآثام
راكبًا رأسه طريدًا شريدًا ... لا يبال بشرعة أو ذمام
سائلًا عن وصية الله فيه ... آخذًا قوته بحد الحسام
ويقول في حفل أقامته جمعية رعاية الطفل سنة ١٩٠٣، في محاورة بينه وبين مطران:
هذا صبي هائم ... تحت الظلام هيام حائر
أبلى الشقاء جديده ... وتقلمت منه الأظافر
فانظر إلى أسماله ... لم يبقَ منها ما يظاهر
ويقول في دعوة للإحسان سنة ١٩١٥، وفي الجمعية الخيرية ١٩١٦، وفي إعانة العميان ١٩١٦، وفي ملجأ الحرية ١٩١٩، ومن قوله في الجمعية الخيرية الإسلامية على لسان يتيم أوته الجمعية، وانتشلته من وهدة الفقر والجهل والتشرد:
قضيت عهد حداثتي ... ما بين ذل واغتراب
لم يغن عني بين مشرقها ... ومغربها اضطراب
صفرت يدي فخوى لها ... رأسي وجوفي والوطاب
لم يبقَ من أهلي سوى ... ذكر تناساه الصحاب
أمشي يرنحنى الأسى ... والبؤس ترنيح الشراب
ولا يكتفي بهذا في الحض على مساعدة الأطفال البائسين، والعمل على النهوض بهم، بل يأسى لما يلاقيه الشعب من غلاء، لا يكتوي به إلا ذوو المورد المحدود، والذين يكدحون في سبيل الرزق، وتتصبب جباههم عرقًا إبان العمل،