للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصيدتين، وثلاث مقطوعات كل مقطوعة في بيتين، وليس فيها ذلك الشعور الذي تراءى في شعر حافظ، وأغلب الظن أنها متكلفة، طلب إليه أن يقول فقال. فمن تلك المقطوعات قوله:

حبب الفقر إلينا ... منك إحسان شريف

فاشتهى الموسر منعا ... أنه عاف يطوف

ويقول في قصيدة عنوانها "دعوة الخير"، وهي كلام عام، وحكم متداولة مما يقال عادة في هذه المناسبات:

مهما تقل ثمالة الموجود ... لا تحرم المسكين فطرة جود

فإذا حباك الله فضلًا واسعًا ... فالبخل خسران وشبه جحود

ويقول في ملجأ الحرية الذي أسسه الدكتور عبد العزيز نظمي والذي قال فيه حافظ سنة ١٩١٩، وبعض تلك الحكم، من غير تصوير، أو ألم أو عاطفة ما:

إن لم يصن خلق الصغار مهذب ... ماذا يحاول وازع ومُشَرِّع

أو لم يكن أدب السجايا رادعًا ... للناشئين هل العقوبة تردع

في كل قطر ملجأ أفما لنا ... في أن نجاري ما يُجارى مطمع

ما بالنا نجد الشعوب أمامنا ... وعلى مثال صنيعهم لا نصنع

هذا ما كان من شأن مطران، أما إسماعيل صبري فليس له في هذا الموضوع قليل أو كثير، وكأن مصر ليس بها فقراء معدمون، أحلاس مسغبة، وأَنَّى لصبري أن يصف الفاقة والبؤس وأهلهما، وقد عاش عيشة مترفة منعمة، وقد قال عنه الدكتور طه حسين في المقدمة التي صدر بها ديوانه: "وكيف السبيل لطالب من طلاب الأزهر، ومن طلاب الجامعة القديمة، شديد الحياء أن يتصل بهذا الرجل الأرستقراطي، الذي كان يشغل منصبًا رفيعًا من مناصب الدولة، ويلقب بلقب رفيع من ألقابها، ولا يجلس حيث كان يجلس الشعراء في هذه القهوة أو تلك، ولا يختلف إلى حيث يختلف الشعراء في هذا النادي أو ذاك"١.


١ انظر مقدمة ديوان صبري ص٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>