للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اتجه الشعراء اتجاهات مختلفة في هذا، فشوقي عنى بمظاهر النهضة، والإشادة بها والحث عليها فيقول في الجامعة قصيدته الثانية١ في سنة ١٩٢٦ والتي مطلعها.

تاج البلاد تحية وسلام ... ردنك مصر وصحت الأحلام٢

ويقول في الصحافة قصيدته التي مطلعها:

لكل زمان مضى آية ... وآية هذه الزمان الصحف٣

ويقول في العلم والتعليم قصيدته التي مطلعها:

قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولًا

وكان شوقي حريصًا كل الحرص على أن تتبوأ مصر مكانة مرموقة في العالم، ولن يتأتى لها هذا إلا بالعلم والمال والقوة، ولذلك نراه يحث الشباب في غير ما قصيدة على العمل يوازن بينهم وبين نظائرهم من شباب أوربا، ويتساءل: هل نساير ركب الحضارة والمدينة والثقافة أو أننا لا نزال نعيش عالة على غيرنا في هذه الميادين؟

هل شايع النشء ركب المعلم واكتنفوا ... للعبقرية أحمالًا وأظعانًا

وساير المواكب المرموق متشحًا ... عز الحضارة أعلامًا وركبانًا

ولم يك شوقي يائسًا بل كان يتطلع دائمًا إلى مستقبل زاهر لمصر بفضل شبابها المتواثب، ولذلك قال:

تعلم ما استطعت لعل جيلا ... سيأتي يحدث العجب العجابا

وقد صدقت فراسته، وتحققت نبوءته، وجاء الجيل الذي يحاول أن يغير مجرى الحياة في مصر ويحيلها إلى دولة عظمى معتمدة على علمائها، واقتصادها، ومصانعها، وجيشها ويا ليت شوقي كان اليوم بيننا حين قال:


١ وتلك غير قصيدته الأولى التي قالها يوم أن وضع عباس الحجر الأساسي للجامعة، انظر الشوقيات ج١ ص ١٥٨.
٢ الشوقيات ج٤ ص٢.
٣ الشوقيات جـ ص ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>