صداح يا ملك الكنا ... رويا أمير البلبل
يحذر المرأة عن عاقبة الحجاب، خشية أن تقع على النسور الجهل، وأن حرصه عليها هوى، ومن يحرز ثمينًا يبخل، وإن لم يستطع كتم هواه وأساه لما تعانيه المرأة:
بالبيت شعري يا أسـ ... ـير سج فودك أم خل
وحليف سهد أم تنا ... م الليل حتى ينجلي
بالرغم مني ما تعالـ ... ـج في النحاس المقفل
ويخاطب أم المحسنين حين عودتها من تركيا بعد غيبة طويلة بقوله:
ارفعي الستر وحيي بالجبين ... وأرينا فلق الصبح المبين
وقفي الهودج فينا ساعة ... نقتبس من نور أم المحسنين
ويقول في رثاء قاسم أمين مؤيدًا له في تردد:
ماذا رأيت من الحجاب وعسره ... فدعوتنا لترفق ويسار
رأيٌ بدا لك لم تجده مخالفًا ... ما في الكتاب وسنة المختار
إن الحجاب سماحة ويسارة ... لولا وحوش من الرجال ضواري
جهلوا حقيقته وحكمة حكمه ... فتجاوزوه إلى أذى وضِرار
ولكن موقف شوقي يتضح في هذه القضية بعد أن يعود من المنفى، ولم يعد يخشى الجهر برأيه أو لأنه برأي الحركة النسوية قد فاقت ما قدر لها، وأنه لا فائدة من معارضة المرأة، إذ صار السفور حقيقة واقعة، بانتشار مدارس البنات، والمساواة بينهن وبين البنين في التعليم، واختلاطهم بهم في قاعات الدرس وبالجامعة، وصادف هذا هوى منه فقال قصيدته التي مطلعها:
قم حي هذي النيراتِ ... حي الحسان الخيرات
ويقول مؤيدًا السفور: