للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خذ بالكتاب والحديث ... وسيرة السلف الثقاة

وارجع إلى سنن الخليـ ... ـفة واتبع نظم الحياة

هذا رسول الله لم ... ينقص حقوق المؤمنات

العلم كان شريعة ... لسائه المتفقهات

رضن التجارة والسيـ ... ـاسة والشئون الأخريات

ويقول شوقي في العمال يخضهم على أن يقتفوا أثر أسلافهم في تشييد مجد مصر، وإبداع الآيات الفنية الخالدة التي لا يزال العلم حتى اليوم ينظر إليها في دهشة وحيرة، وينصحهم بالتمسك بحسن الخلق، واجتناب الموبقات التي كثيرًا ما تنحدر إليها الطبقة العاملة فتودى بصحتها، وتفسد حياتها، إلى غير ذلك من القصائد التي تستحث طبقات الأمة المختلفة على النهوض وقليلًا ما عرج على الآفات الاجتماعية كالانتحار، والميسر، وفساد الشبان وغير ذلك، فمن هذا قوله في زواج الشيب بالبنات الصغيرات، وهذه في نظره جريمة.

المال حلل كل غير محلل ... حتى زواج الشيب بالأبكار

ويقول في انتحار الطلبة قصيدته التي مطلعها:

ناشئ في الورد في أيامه

... حسبه الله أبا الورد عثر

ويقول في حريق ميت غمر قصيدته التي مطلعها:

الله يحكم في المدائن والقرى ... يا ميت غمر خذي القضاء كما جرى١

ويكثر من إسداء النصح بمكارم الأخلاق، ولهذا باب سنوفيه حقه فيما بعد، وهو يجاري النهضة الدينية، ويقول أكثر من قصيدة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي العيد الهجري، وهكذا نرى شوقي لا يقل في شعوره الاجتماعي إزاء ظواهر النهوض في مصر عن أي شاعر آخر، إن لم يفقهم، ولا سيما في دينياته وأخلاقياته.


١ شبت المنار في ميت غمر يوم الخميس أول مايو سنة ١٩٠٢، وبقيت تأكل ما تأتي عليه في هذه المدينة حتى يوم ٨ مايو، وهلك في هذا الحريق خلق كثير وتسابق الناس لمساعدة أهلها، وحثت الصحف على التبرع، وأسهم الشعراء في ذلك بشعرهم، وهذا هو السر في تسجيل الحادث لفظاعته، ولاهتمام الصحافة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>