جئت ترمى عبابه بعباب ... راح يطوي سيوله والبحورا
ينقذ العالم الغريق ويحمي ... أمم الأرض أن تذوق الثبورا
ويقول في الإلياذة شهداء بدر:
طف بالمصارع واستمع نجواها ... والثم بأفياء الجنان ثراها
ضاع الشذا القدسي في جنباتها ... فانشق وصف للمؤمنين شذاها
حلل يروع جلالها ومنازل ... من نور رب العالمين سناها
ضمت حماة الحق ما عرف امرؤ ... عزا لهم من دونه أوجاها
ويقول عن نزول الملائكة في غزوة بدر يقاتلون الكفار دون أن يروهم:
الله أرسل في السماء كتيبة ... تهفو كما هفت البروق اللمح
تهى مجلجلة، تلهب أعين ... منها، وتقذف بالعواصف أجنح
للخيل حمحمة يراع لهولها ... صيد الفوارس والعتاق القرّح
حيزوم أقدم إنما هي كرة ... عجلى تجاذبك العتاق فتمرح
جبريل يضرب والملائك حوله ... صف ترض به الصفوف وترضح
وتبع خطى محرم في نظم الملاحم الإسلامية طائفة من الشعراء على تباين من منهجهم واختلاف في قدراتهم وخيالهم.
ومن هؤلاء عامر بحيري في ملحمته "أمير الأنبياء" التي أنشأها عام ١٩٥٢ وهي تتألف من ألف ومائتي بين تتضمن حياة النبي صلى الله عليه وسلم من لدن مولده إلى انتقاله للرفيق الأعلى. وفيها يقول واصفًا نزول الملائكة للقتال في صفوف المسلمين في غزوة بدر:
ولاحت في الفضا خيل تحمحم ... وصاح كبيرهم حيزوم أقدم
فيالله من مدد رهيب ... أضاء شعاعه والنقع مظلم
ملائكة السماء على جياد ... من الأنوار نازلة تدمدم