إذا استشار لم يزد بصيرة ... ولا يلوم رأيه إذا استبد
أو قول الشريف الرضى:
يستمع الرأي وعنه غني ... قد يصقل السيف ولم يطبع
وقول البحتري:
إذا ما جرى في حلبة الرأي برزت ... تجارب معروف له السبق قارح
أو قوله:
تشف أقاصى الرأي في بدأته ... لعيني وستر الغيب غير رقيق
أو قول المتنبي:
كفتك التجارب الفكر حتى ... قد كفاك التجارب الإلهام
أو قول سلم الخاسر:
بديهته وفكرته سواء ... إذا ما ذابه الخطب الكبير
وأحزم ما يكون الدهر رأيًا ... إذا عي المشاور والمشير
وماذا عساي أقول في شعر صبري في المديح، وهو تقليد في موضوعه، وتقليد في طريقته وافتتاحه بالنسيب، ووقوفه على الأطلال، وتقليد معانيه، وصوره وألفاظه؟ فهل بعد هذا يقال إن صبري من الشعراء المجددين؟
ومما يتصل بالمديح والتهاني ذلك الفيض من التقاريظ، والقصائد التي تتخذ للزينة، ومثل القصيدة التي قالها لتوضع في غرفة المائدة بقصر عابدين، ومطلعها:
شمس المعالي كعقود الجمان ... قد نظمت في صدر هذا المكان
ومثل البيتين اللذين قالهما ليكتبا على مسقى "سبيل" أم عباس: