رقت محاسنها وراق نعيمها ... فكأنما ماء الحياة أديمها
وقال أبو تمام:
صب الشباب عليها وهو مقتبل ... ماء من الحسن ما في صفوه كدر
وأما قوله:"أنت يم الحسن إلخ" فقد نظر في هذا المعنى إلى قول السراج الوراق:
يا بني الآمال قد خاب الرجاء ... إنها اشتدت وقد عز العزاء
سفن الآمال في بحر المنى ... وحلت منا فأين الرؤساء
وقال صبري بعد هذه الأبيات من نفس القصيدة:
سأعفي آمال أنضاء الهوى ... بقبول من سجاياك رحاء
وتجلي واجعلي قوم الهوى ... تحت عرش الشمس في الحكم سواء
وعاد صبري في هذين البيتين إلى طلب المساواة في الحب، وطلب النصفة والعدل، وهذا طلب غير مقبول في الحب، فلا الحبيب يستطيع أن ينصف؛ لأنه يتبع ميل فؤاده، ولا المحب يريد هذه النصفة، إلا أمثال صبري الذين يمزحون ولايحبون، فالحب ذو أثرة، وهيهات أن يرضى محب بالشركة، وإذا نظرت إلى الصورة التي أتى بها في هذين البيتين وجدتها قديمة، مرقعة من أبياتها عدة نظر إليها الشاعر، فأنضاء الحب، صيغة قديمة جدًّا، ومن قبل قال الطغرائي.
"يقتلن أنضاء حب لا حراك بها" وأما تشبيه السجايا بالريح الهنية اللينة الرخاء، فكذلك تشبيه قديم قدم البحتري حيث قال: