للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحيث يقول من قطعة أخرى:

يا شوق رفقًا بأضلاع عصفت بها ... فالقلب يخفق ذعرًا في حناياها

وإذا رحنا نبحث عن غزل صبري فإننا نجده يشبه حبيبته تارة بالروض والغصن

يا فتاة الحي قد أذكرتنا ... نضرة الروض وميل الغصن

وبالبدر كقوله:

عارضني البدر إذا لم يعترف ... لك بالحسن بوجه حسن

وكقوله:

أتزودت من ضياء البدور ... لليال كثيفة الديجور

ومرة هي ظبية وأين بمصر الظباء؟

يا ظبية من ظباء الإنس راتعة ... بين القصور تعالى الله باريك

وكقوله:

يا مقر الغزال قد صح عندي اليـ ... ـوم أني اقتحمت منك العرينا

ومرة هي مهاة تمشي في سريها:

وحيها بين المها إن بدت ... في سربها مقبلة مدبرة

إلى غير ذلك من التشبيهات الأثرية التي لا تلائم ذوق العصر، وليس فيها رائحة من تجديد، زد على هذا أنه عنى كل العناية بوصف محاسن المرأة ومفاتنها الجسمية، وقلما التفت إلى الجمال المعنوي، أو تحليل العاطفة، أو تصوير الحب على حقيقته تصويرًا غنيًّا قويًّا. يعجبه من المرأة قوامها المياس المرهف.

تمس تذكرنا الشباب وعهده ... حسناء مرهفة القوام فنذكر

ويعجب بنحرها، وبثناياها ويشبه الثنايا بالدر:

<<  <  ج: ص:  >  >>