وشفاه يقلن: أهلا، ولو أديـ ... ـن ما في الحشا لما قلن خيرا
عمرك الله هل سلام وداد ... ذاك أم حاول المسلم أمرا
عميت عن طريقها أم تعامت ... أمم في مفاوز الجهل حيرى
غرها سعدها ومن عادة السعـ ... ـد يؤاتي يومًا ويخذل دهرًا
فتجنب على الشعوب وشنت ... عارة في البلاد من بعد أخرى
نسيت في الصعود يوم التدلي ... والتدلي بصاعد الجد مغري
تعب الفيلسوف في الناس عصرًا ... وتولى السرائل الدين عصرا
والورى طارد إزاء طريد ... وعقاب ويمسي يطارد صقرًا
عبر كلها الليالي، ولكن ... أين من يفتح الكتاب ويقرا
أنت نعم النذير يا نجم هالي ... زلزل السهل والرواسي ذعرًا
ظن قوم فيك الظنون وقالوا ... آية أرسلت إلى الأرض كبرى
إن يكن في يمينك الموت فاقذفـ ... ـه شواظًا على الخلائق طرا
أغًا تستوى الأنوف فلا ينـ ... ـظر قوم وما على الأرض شررًا
أغدًا يصبح الصراع عناقا ... في الهيولي، ويصبح العبد حرًّا
إن يكن كل ما يقولون فاصدع ... بالذي قد أمرت حييت عشرا
هذا موضوع مغر بالشعر حقًّا، وهو المأساة الإنسانية، أو المهزلة الإنسانية إن شئت، وفي استطاعة الشاعر المركب الشخصية أو المعقد الشخصية أن يجعل من هذا الموضوع تحفة فنية رائعة، بتصوير آلام الإنسانية تصويرًا دقيقًا زاهيًا تتفطر منه القلوب وتدمى العيون ثم تصوير ذلك النزاع البشري الطويل من لدن آدم حتى اليوم، وما في الحياة كلها من مظاهر قانون تنازع البقاء.