للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسعت تقلب مقلة محزونة ... في الذاهبين يمينها وشمالها

حيرى يضيق بها المجال وطالما ... فسح اليسار على المضيق مجالها

تقتاد في الطرقات فانية القوى ... محنية صبغ المشيب قذالها

أربت على السبعين ما لمس الخنا ... يومًا مآزرها ولا سربالها

وهناك أبصرها امرؤ دنس الهوى ... شرب المخازي علها ونهالها

متكلف خلق بالكريم ببزة قد ... خاظ من وضر الفجور جلالها١

يدعو إلى دار الفسوق نقية ... عفت وما نقض العفاف حالها

لما تبينت النقيصة أمها ... في حاجبيه تبينت ما هالها

نظرت إلى الوجه الصفيق وأقبلت ... غضبي تصك بصفحتيه نعالها

ويمضي في القصة على نحو ما ذكرت سابقًا، وينتهي بالحديث عن جمعية المواساة وآثارها الجليلة في المجتمع، ومن المشكلات الاجتماعية التي استرعت انتباهه ما أصاب اللغة العربية على يد الإنجليز، واللغة ظاهرة اجتماعية، وعنوان على ضعف الأمة ورقيها، وقد حاول الإنجليز كما علمت في الفصل الأول أن يبلبلوا ألسنة المصريين، ويضعفوا لغتهم فتضعف قوميتهم، وكان "دانلوب" مستشارهم في المعارف هو المنفذ لهذه السياسة حتى بلغ من سخرية القدر أن الحال السيئة حتى أخرج "دانلوب" من مصر، وجاءت الثورة وعهد الاستقلال، وتولى وكالة المعارف خرج "عاطف بركات" وهو من أبناء دار العلوم النابهين، ودار العلوم حصن اللغة العربية الحصين، فكان حريًّا به أن ينهض باللغة، وأن يلتفت عبد المطلب إلى هذه المأثرة حين رثاه فقال:

وكدنا نرى أم اللغي قبل عاطف ... فريسة عاث بالمعارف عاتي

يريد بها السوءى ويحمل أهلها ... على جنف من بغيه وأداة

تلين لأيدي الغامزين قناتها ... لقلة أنصار وضعف حماة


١ الجلال: جمع جل الكساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>