« ... وفشل فريدريك في تحقيق خططه، ومع أنّه استولى على روما في سنة ١١٦٧ فإنّ معظم أوربا لم تقبل البابا الذي نصّبه.. ولم يعد بوسعه الاستيلاء على صقلية النور مندية كما أنّ البابا اسكندر الثالث نجح في حمل القومونات اللومبارديّة على أن تنبذ العداوات الإقطاعية وأن تتحد من أجل حريتها، وفي سنة ١١٦٧ تألف حلف من ست عشرة مدينة منها فيرونا وبدوا والبندقية فضلا عن المدن اللّومباردية- وعرف هذا الحلف بالعصبة اللّومباردية Societas Lombardia وكان يهدف إلى الاحتفاظ بحرية القومونات. غير أنّه لم يشأ أنّ يدمّر نهائيا سلطة الإمبراطور. وفي سنة ١١٦٧ حلّت الهزيمة العسكرية بالإمبراطور في مواجهة اللّمبارديين، فصالح البابا اسكندر الثالث والنورمان واللمبارديين وتخلّى عن كلّ دعاويه في إيطاليا.
كان البابا الذي حدّثنا عنه بنيامين في رحلته هذه هو البابا اسكندر الثالث المستقل عن الإمبراطور والمختلف معه، بل والذي خاض الحرب ضدّه.
إلى هنا نكتفي بالعرض التاريخي البسيط لتوضيح دلالات الرحلة ولنستطرد بعد ذلك في معان أعمق.
أوّل ما يستوقفنا قلّة عدد اليهود في المدن الإيطالية من ناحية، والتزامه بذكر عددهم في كل مدينة وهو مالم يفعله عند حديثه عن شبه جزيرة أيبيريا وجنوب شرق فرنسا، فلم يكن في جنوة إلّا يهوديان، ولعلّهما كانا متخفّيين أي لم يعلنا هويتهما اليهودية.
وعرض المعلومات هنا بصورة جدولية يجعلها أكثر وضوحا ويساعدنا على مزيد من الاستنتاجات: