اليهودية، إذا استثنينا بعض عبارات التهكم والسخرية من الشعائر الوثنية وعقائد المجوس والملاحدة مما لا تستسيغه العقائد السماوية.
وإننا نجده أكثر ضبطا لعاطفته الدينية من أغلب رواد القرون الوسطى، إذا أخذنا بنظر الاعتبار عقلية ذلك العصر الذي بلغ فيه التعصب الديني منتهاه.
٧- تأريخ الرحلة
لعل أبرز نقصان يلاحظه القارئ في رحلة بنيامين، هو أن هذا الرائد الكبير لم يترك لنا تأريخا مضبوطا عن زمن شروعه في رحلته ولم يذكر وقت دخوله المدن والأقطار التي زارها في سياحته الطويلة ومدة مكوثه بها أو رحيله عنها، وإنه اتبع في حديثه أسلوبا جغرافيا بخلاف ما فعله غيره من الرحالين. وكل ما نعرفه من مقدمة الرحلة، أن بنيامين عاد من رحلته إلى مسقط رأسه في قشتالة سنة ٤٩٣٣ للخليفة حسب التقويم العبري، وهذه توافق سنة (٥٦٩ هـ- ١١٧٣ م.) لذلك اختلف المؤرخون في تعيين موعد شروعه في تجواله. فيقرر آشر Asher وإبراهامس Israel Abrahams أن ذلك كان في سنة (١١٦٠ م- ٥٥٥ هـ) ويذهب لبرخت Liebrecht إلى أقدم من هذا فيقول: إن بنيامين قام برحلته بين سنتي (١١٤٠- ١١٥٠ م)(٥٣٥- ٥٤٥ هـ) وبذلك نراه يخالف حتى تأريخ الانتهاء الوارد في نص مقدمة الرحلة.
على أن الاستنتاج التأريخي، وتمحيص بعض الحوادث المهمة التي