ويرجح حداد أن بلاد توغرمة هذه كانت في الجهة الشمالية الشرقية من آسيا الصغرى (تركيا الحالية) ، ويقول إن لفظة التوغرميين العبرية محرفة من لفظ (تراكمين) بالكاف الفارسية (التي هي عوان بين الكاف والشين) .
**** حركة بنيامين في مناطق الوجود الصليبي بالشام:
لا نكاد نجد يهودا في مناطق الوجود الصليبي في الشام في أثناء رحلة بنيامين اللهم إلا الطائفة السّامرية في طرابلس وهؤلاء لم يكن اليهود يعترفون بهم كيهود، وإنما ينظرون إليهم كطائفة تكاد تكون على دين مستقل هو الدين السامري، فالتوراة غير التوراة، والتلمود لا يقيم له السامريون وزنا، وبنيامين لا ينظر إليهم بود، ومترجم الكتاب في ملحقة لا يتعاطف معهم، فليس بمستبعد أن يكون الصليبيون قد وضعوا ذلك في الاعتبار، لذا وجدنا أكبر تجمع يهودي في البلاد التي كان فيها وجود صليبي هو التجمع السامري في نابلس، ويحدثنا عبد اللطيف البغدادي الذي زار مصر في حكم صلاح الدين الأيوبي أنّ السامريين يعتقدون أنّ نابلس وليس القدس هي موضع المعبد المقدس- وربما أيضا كان لهذا أثره في عدم اضطهاد الصليبيين لهم في عصر كانت الأفكار الدينية يمكن توجيهها ببساطة لخدمة أغراض سياسية.
ثم إننا علمنا من المصادر (ذكرنا ذلك آنفا) أنّ الحملات الصليبية كانت تقتل اليهود في المدن والقرى الأوروبية التي كانت تمر بها.