فكيف بقي هذا العدد القليل من اليهود في ظل الحكم الصليبي؟ ثم كيف تحرك بنيامين بحرية في هذه المناطق؟ أيمكن أن يكون بنيامين قد اجتاز هذه المنطقة متنكرا كمسيحى؟ ربما أو حتى كمسلم؟ ربما أيضا خاصة وأن الحروب الصليبية كان قد مضى على بدايتها أكثر من ستين عاما (بدأت ١٠٩٨) ويشير الباحثون إلى أن العلاقات التجارية بين الصليبيين والمسلمين، بل والعلاقات الاجتماعية لم تنقطع بين فترات الحروب، وتناولها بعض الباحثين (د. عاشور مثلا) كصفحة متكاملة من (العلاقات) فيها الجوانب الحربية والاقتصادية والاجتماعية. فلم يكن محظورا في ظل ظروف معينة أن يتجول المسلم في مناطق الحكم الصليبي.
وما كان بنيامين ليستطيع أن يكتب كل آرائه، أو يبث آلامه من معاملة الصليبيين في رحلتة هذه لأسباب لا تخفى، لكن تعليقات عزرا حداد أكملت هذا النقص، أما نحن فلجأنا إلى لغة الأرقام نستفتيها ونخلص منها بالنتائج وهذا واضح في الصفحات التاليات.