اتجه بنيامين بعد ذلك إلى دمشق فدخل بذلك بلادا يحكمها نور الدين زنكي مع ولاء شكلى للخليفة العباسي في بغداد، وكان نور الدين هو القوة الأساسية في الشام في الفترة من ٥٤١ إلى سنة ٥٦٩ هـ/ ١١٣٥- ١١٦٣ م، وكان الخليفة العباسي الذي زار بنيامين البلاد في عهده هو المستنجد العباسي ٥٥٥- ٥٦٦ هـ/ ١١٦٠- ١١٧٠ م وربما يكون قد عاصر شطرا من حكم الخليفة التالي له وهو المستضئ ٥٦٦- ٥٧٥ هـ/ ١١٧٠- ١١٨٠ م وإن كان هذا غير مؤكد، فحديثه في الغالب عن المستنجد، وكان كلا الخليفتين مهيض الجناح لا تأثير لهما في مجريات الأمور كما سنوضح فيما بعد. ويهمنا هنا تزايد أعداد اليهود بشكل رهيب مقارنة بأعدادهم في سواحل الشام التي كانت تحت حكم الصليبيين وفي مملكة بيت المقدس. ولغة الأرقام هنا تساعدنا على استخلاص النتائج.