وإن قالوا: إن هذا القول إنما أشير به إلى شموائيل النبي عليه السلام. لأنه قال «من وسط إخوتهم مثلك» وشموائيل كان مثل موسى لأنه من أولاد لاوى، يعنون من السبط الذي كان منه موسى عليه السلام.
قلنا لهم: فإن كنتم صادقين فأي حاجة بكم إلى أن يوصيكم بشموائيل، وأنتم تقولون: إن شموائيل لم يأت بزيادة ولا نسخ؟
أشفق من أن لا تقبلوه: لأنه إنما أرسل ليقوي أيديكم على أهل فلسطين، وليردكم إلى شرع التوراة. وبين صفته؟ فأنتم أسبق الناس إلى الإيمان، به لأنه إنما يخاف تكذيبكم لمن ينسخ مذهبكم، وبغير أوضاع ديانتكم، فالوصية بالإيمان به مما لا يستغني مثلكم عنه.
ولذلك لم يكن بموسى حاجة إلى أن يوصيكم بالإيمان بنبوة أرميا وأشعيا وغيرهما من الأنبياء.
وهذا دليل على أن التوراة أمرتهم في هذا الفصل بالإيمان بالمصطفى وأتباعه صلى الله عليه وسلم.
[الإشارة إلى اسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة:]
قال الله تعالى في الجزء الثالث من السفر الأول من التوراة، مخاطبا لإبراهيم الخليل عليه السلام:«وأما في إسماعيل فقد قبلت دعاءك، قد باركت فيه وأثمره وأكثره جدا جدا» .
ذلك قوله (وليشماعيل أشمعتيخا هنى بيراختى اوثو وهفريتى اوثو