وهربيتى بمادماد) فهذه الكلمة «بمادماد» إذا عددنا حساب حروفها بالجمل وجدناه اثنين وتسعين، وذلك عدد حساب حروف «محمد» صلى الله عليه وسلم. فإنه أيضا اثنان وتسعون. وإنما جعل ذلك في هذا الموضع ملغزا. لأنه لو صرح به لبدلته اليهود وأسقطته من التوراة. كما عملوا في غير ذلك.
فإن قالوا: إنما يوجد في التوراة عدة كلمات مما يكون حساب حروفه متساويا لعدد حساب حروف اسم زيد، وعمرو، وخالد، فيكونون أنبياء؟
فالجواب: أن الأمر كما يقولون لو كان لهذه الآية أسوة بغيرها من كلمات التوراة، لكنا نقيم البراهين والأدلة على أنه لا أسوة لهذه الكلمة بغيرها في سائر التوراة. وذلك أنه ليس في التوراة من الآيات ما حاز به إسماعيل الشرف كهذه الآية. لأنها وعد من الله تعالى لإبراهيم بما يكون من شرف إسماعيل، وليس في التوراة آية أخرى مشتملة على شرف لقبيلة زيد وعمرو وخالد وبكر، كما أنه ليس في هذه الآية كلمة تساوي «بمادماد» التي معناها «جدا جدا» وذلك أنها كلمة المبالغة من الله سبحانه وتعالى، فلا أسوة لها من كلمات الآية المذكورة. وإذا كانت هذه الآية أعظم الآيات مبالغة في حق إسماعيل وأولاده، وكانت تلك الكلمة أعظم مبالغة من باقي كلمات تلك الآية، فلا عجب أن تتضمن الإشارة إلى أجل أولاد إسماعيل شرفا، وأعظمهم قدرا صلى الله عليه وسلم.
وإذ قد بينا أنه ليس لهذه الكلمة أسوة بغيرها من كلمات هذه