كلمات عزرا حداد: وزيره) وكان منهم «شاب حسن المنظر على جانب من الذكاء وحصافة الرأى كثير التردد على قصر البابا بصفة كونه ناظر الأملاك الخاصة» وكان لليهود دور سياسى في روما إذ أيدوا البابا اسكندر الثالث رغم خلافه مع الإمبراطور، وعندما انتصر البابا وعاد من منفاه استقبله يهود روما حاملين أسفار التوراه! ويركز بنيامين على أنّ معظم يهود روما كانوا رابيين* وعلماء في التوراة والتلمود.
أما الخرافات التي ردّدها بنيامين من حيث نسبة تأسيس مواضع بعينها ليهود أوائل، فقد فندها عزرا حداد بأسلوب علمي ما كنا لنقدر على مجاراته فيه لتنوع مصادره، ولأنّه ابن الدار وهو أدرى بمساربها وما فيها.
أما السبب الأخير- ولعله الأهم- الذي جعل يهود شبه الجزيرة الإيطالية يتركزون وقت رحلة بنيامين في جنوب إيطاليا أكثر من تركزهم في شمالها. فهو في الواقع أن هذه المنطقة كانت قد كادت منذ وقت غير بعيد (القرنين العاشر والحادي عشر للميلاد) أن تصبح تحت حكم المسلمين، واليهود- كما سبق القول- كانوا يتتبعون المناطق التي يسودها الحكم الإسلامي للعيش في رحابه. كان ذلك طوال العصور الوسطى وشطر من التاريخ الحديث. وإذا كان اليهود قد ساعدوا المسلمين في فتح الأندلس، فإنهم لم يقفوا من مسلمي