الكبير حنان. وهي صقع واسع الأرجاء، امتداده مسيرة ستة عشر يوما بين الجبال الشمالية. وفيها القلاع الكبيرة الحصينة التي لا تخضع لأية سيطرة أجنبية. وأهلها يخرجون مع جيرانهم وأحلافهم من أبناء العرب للغزو والكسب في الأماكن البعيدة. وهؤلاء الأعراب يعيشون عيشة بدوية، يبيتون في الخيام، لا يعرفون بناء البيوت، دأبهم الغزو في أراضي اليمن.
واليهود هنا مرهوبو الجانب من جيرانهم، لديهم الأراضي الواسعة.
فيشتغل البعض منهم بالزراعة والبعض الآخر يرعى الماشية. ولرؤسائهم عليهم ضريبة الأعشار، يؤدونها للقيام بأود علمائهم الساهرين على مدارسهم وفقرائهم ونساكهم المعروفين بالبكائين «١» . وهؤلاء يعيشون حياة كلها تقشف وزهد. لا يذوقون لحما ولا يشربون خمرا. لباسهم السواد ومأواهم الأكواخ والكهوف. يقضون جل أوقاتهم صياما باستثناء أيام السبوت والأعياد. وهم دوما عاكفون على إقامة الصلوات من أجل إخوانهم اليهود المشتتين في أنحاء المعمورة.
وحاضرة هذه البلاد «تناجم»(؟) حولها نحو أربعين مدينة ومائتي قرية ومائة ضيعة يقيم بها نحو ٣٠٠ ألف يهودي! وهي بلدة حصينة تبلغ مساحتها خمسة عشر ميلا بالطول ومثلها بالعرض. تتوسطها