من بعض كهنة اليهود الناقمين واتخذوا أسفار موسى كتابا مقدسا لهم، ورفضوا ما سواها من أسفار اليهود، وبذلك تم الانفصال بين اليهود والسامرية إلى غير ما عودة «١» .
وفي سنة ٣٣٠ ق. م. اجتاحت جيوش الإسكندر أراضي فلسطين، فأدخلت إليها البدع والتقاليد الهيلانية ووثنية الإغريق، وأخذ اليهود يقاومون هذه البدع المخالفة لدين التوحيد، فذاقوا من جراء ذلك اضطهادا شديدا من ملوك السلوقيين. أما السامريون فقد أظهروا تساهلا تجاه الوثنية الهيلانية، فنالوا بذلك عطف السلوقيين. واستغلوا هذا العطف ضد اليهود، بأن كرسوا معبدهم للإله جوبيتر الهيلاني «٢» Jupiter Hellenius الأمر الذي أثار نقمة اليهود عليهم، فلقبوهم بفرقة المجاذيب «٣» .
فلما ثار اليهود لمعتقدهم وكيانهم بزعامة المكابين، وتخلصوا من ربقة السلوقيين (القرن الثاني ق. م.) ، وجدوا الفرصة الملائمة للانتقام من السامريين فغزوهم بقيادة يوحنة هرقنوس المكابي John Hyrcanus واستولوا على السامرة ودمروها وهدموا معبد السامرية على جبل جرزيم بعد مرور نحو ثلثمائة سنة على إنشائه (١٩٠ ق. م.) فجعلوا من يوم انتصارهم هذا على السامريين عيدا كانوا يحتفلون به كل عام، يعرف بيوم جرزيم «٤» .