فتحاشوا بذلك شر القوانين الصارمة التي سنتها روسية ضد اليهود.
ولما اشتد اضطهاد الروس لليهود في القرن التاسع عشر بدافع التعصب الديني؛ أعلن رئيس القرائين في روسية إبراهيم فركوفتش؛ إن أتباع القرائية هم من أسباط بني إسرائيل المفقودة؛ هاجروا إلى القرم منذ القرن السابع قبل الميلاد، وإنهم على هذا، لم يكونوا في فلسطين عندما صلب السيد المسيح. وظل هذا شأن القرائين في روسية حتى نشوب الثورة البلشفية سنة ١٩١٧.
ويدل آخر إحصاء للقرائين (١٩٣٣) أن عددهم في العالم لا يزيد على اثني عشر ألفا. يقيم عشرة آلاف منهم في القرم، والباقون منتشرون في استانبول وبولندة ومصر وفي بعض أنحاء كردستان «١» .
ومن أخص الأمور الدينية التي يخالف القراؤون بها سائر اليهود، تركهم قواعد التقويم اليهودي في تعيين مواسم الأعياد. فالشهر لا يثبت عندهم إلا إذا قرر الشهود العدول رؤية الهلال، وبذلك نشأ اختلاف بين أيام أعيادهم وأعياد اليهود. ومنها تشددهم الصارم بحرمة السبت وتمسكهم الحرفي بمنطوق الآية القائلة:«ليلزمن كل مكانه، لا يخرج أحد من مكانه في اليوم السابع «٢» » . فهم لذلك لا يأخذون بالتسهيلات الكثيرة الواردة في التلمود عن أحكام يوم السبت. فلا يجيزون فيه التنقل داخل حدود البلد الذي يقيمون فيه ولا يسمحون بإجراء فريضة الختان أو القيام ببعض الأمور التي