للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن مؤرخي اليهود لا يكادون يذكرون عن داود بن الروحي أكثر مما أورده بنيامين في رحلته «١» . فهو أول من روى هذه الحادثة، وعنه أخذ كل من كتب عنها من المتقدمين والمتأخرين. أما المصادر العربية فلا تعرف شيئا عن هذا الحادث. والمرجع الوحيد الذي يتناوله بشيء من التفصيل، رسالة عنوانها «بذل المجهود في إفحام اليهود «٢» » من تصنيف السموأل بن يحيى المغربي الطبيب الذي اعتنق الإسلام في بغداد سنة ٥٥٨ هـ. (١١٦٢ م) وارتحل عنها إلى أذربيجان حيث خدم بيت بهلوان وأمراء دولتهم، وتوفي في مراغة سنة ٥٧٠ هـ (١١٧٤ م) وعلى هذا يكون قد شاهد حوادث هذه الفتنة عن كثب، فأدرجها بفصل خاص من رسالته، لأنه وجد في موضوعها وسيلة للطعن في اليهود.

أما تاريخ وقوع الفتنة فيمكن تحديده في سنة ١١٦٠ م، في خلافة المقتفي لأمر الله العباسي. وهذا ظاهر من قول بنيامين «وقبل عشر سنوات قامت في العمادية فتنة داود بن الروحي» ولما كان من المقرر أن بنيامين زار إيران قرابة سنة ١١٧٠ م. وجب أن يكون التاريخ الذي نعينه لوقوع الحادث صحيحا. كذلك يستبان مما أورده بنيامين أن داود كان قد تلقى العلم في بغداد عن حسداي رأس الجالوت وعن علي رأس المثيبة. ولما كان علي بن إسرائيل اللاوي قد تولى رئاسة المثيبة من سنة ١١٥٢ إلى سنة ١١٦٠ م. أمكن القول بأن داود بن الروحي قام

<<  <   >  >>