- كانت حركة بنيامين في مصر مريبة نحوا ما، فقد زار بعض المدن أكثر من مرة، كما أن خط سيره فيها معقد أو مركب كما هو واضح من الخريطة. لقد خرج من أسوان إلى قوص ولما وصل إلى شمال مصر عاد مرة أخرى إلى قوص، ثم إنه لما وصل إلى الإسكندرية عاد فتوجه إلى دمياط، ووصل إلى خليج العقبة فطور سيناء، فدمياط فقوص مرة أخرى، فالإسكندرية فدمياط، وهو قد اتخذ طريقه إلى غرب أفريقيا (إمبراطورية غانه الوسيطة وهي غير دولة غانا الحالية، فالإمبراطورية الوسيطة كانت إلى الغرب من مملكة مالي الوسيطة ولم تكن دولة ساحلية- انظر الخريطة) . أهذه حركة سائح؟ أم تراه كان ينقل رسائل بين يهود البلاد أو يوزع عليهم تعليمات؟!
- وقد لا حظ بعض الباحثين المصريين (سلسلة تاريخ المصريين- أهل الذمة في العصر الفاطمي) أن عدد اليهود في مصر في مطلع الدولة الأيوبية وأواخر الدولة الفاطمية قد تناقص كثيرا، وذلك اعتمادا على الأرقام التي أوردها بنيامين التطيلي في رحلته هذه والتي صنفناها بطريقة جدولية فيما سبق.
وهي ملاحظة جديرة بالتأمل وفي حاجة إلى تفسير.
-- أيمكن أن يكون السبب هو أن الرحالة والمؤرخين اليهود قد تعودوا أن يحصوا عدد اليهود وفقا للأسر أو أرباب البيوت وليس وفقا لعدد النفوس وهو مالا يأخذ به الباحثون والرحالة المسلمون عند ما يذكرون أرقاما عن عدد السكان؟ الواقع أن هذا لا يصلح تفسيرا للظاهرة فالنسبة ستظل ثابتة إذا قورنت بعدد اليهود في الشام والعراق،