للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفح الذي بين الركنين اليماني والشامي وستور الكعبة الشريفة من الحرير الأسود مكتوب فيها بالأبيض وهي تتلألأ عليها نورا وإشراقا وتكسو جميها من الأعلى إلى الأرض ومن عجائب الآيات في الكعبة الشريفة أن بابها يفتح والحرم غاص بأمة لا يحصيها إلا الله الذي خلقهم ورزقهم فيدخلونها أجمعين ولا تضيق عنهم ومن عجائبها أنها لا تخلو عن طائف أبداً ليلاً ولا نهاراً ولم يذكر أحد أنه رآها قط دون طائف ومن عجائبها أن حمام مكة وسواه من الطير لا ينزل عليها ولا يعلوها في الطيران وتجد الحمام يطير على أعلى الحرم كله فإذا حاذى الكعبة الشريفة عرج عنها إلى إحدى الجهات ولم يعلوها ويقال لا ينزل عليها طائر إلا إذا كان به مرض فأما أن يموت لحينه أو يبرأ من مرضه فسبحان الذي خصها بالتشريف والتكريم وجعل لها المهابة والتعظيم.

خبر الميزاب المبارك:

والميزاب في أعلى الصفح الذي يلي الحجر وهو من الذهب وسعته شبر واحد وهو بارز بمقدار ذراعين. والموضع الذي تحت الميزاب مظنة استجابة الدعاء وتحت الميزاب في الحجر هو قبر إسماعيل عليه السلام وعليه رخامة خضراء مستطيلة على شكل محراب متصلة برخامة خضراء مستديرة وكلتاهما سعتها مقدار شبر وكلتاهما غريبة الشكل رائقة المنظر وإلى جانبه مما يلي الركن العراقي قبر أمه هاجر عليها السلام وعلامته رخامة خضراء مستديرة سعتها مقدار شبر ونصف وبين القبرين سبعة أشبار.

خبر الحجر الأسود:

وأما الحجر الأسود فارتفاعه عن الأرض ستة أشبار فالطويل من الناس يتطامن لتقبيله والصغير يتطاول إليه وهو ملصق في الركن الذي في جهة المشرق وسعته ثلثا شبر وطوله شبر وعقدة ولا يعلم قدر ما دخل منه في الركن وفيه أربع قطع ملصقة ويقال أن القرمطي لعنه الله كسره وقيل أن الذي كسره سواه ضربه بدبوس فكسره وتبادر الناس إلى قتله وقتل بسببه جماعة من المغاربة وجوانب الحجر مشدودة بصحيفة من فضة يلوح بياضها على سواد

<<  <  ج: ص:  >  >>