وسافرنا في العاشر من شوال في صحبة الخاتون بيلون وتحت حرمتها ورحل السلطان في تشييعها مرحلة ورجع هو والملكة وولي عهده. وسافر سائر الخواتين في صحبتها مرحلة ثانية ثم رجعن. وسافر الأمير بيدرة في خمسة آلاف من عسكره وكان عسكر الخاتون نحو خمسمائة فارس منهم خدامها من المماليك والروم نحو مائتين والباقون من الترك وكان معها من الجواري نحو مائتين وأكثرهن روميات. وكان لها من العربات نحو أربعمائة عربة ونحو ألفي فرس لجرها وللركوب ونحو ثلاثمائة من البقر ومائتين من الجمال لجرها وكان معها من الفتيان الروميين عشرة ومن الهنديين مثلهم وقائدهم الأكبر يسمى بسنبل الهندي وقائد الروميين يسمى بميخائيل ويقول له الأتراك لؤلؤ وهو من الشجعان الكبار. وتركت جواريها وأثقالها بمحلة السلطان إذ كانت قد توجهت برسم الزيارة ووضع الحمل.
وتوجهنا إلى مدينة أُكَك. وهي "بضم الهمزة وفتح الكاف الأولى" مدينة متوسطة حسنة العمارة كثيرة الخلوات شديدة البرد وبينها وبين السرا حضرة السلطان مسيرة عشرة وعلى مسيرة يوم من هذه المدينة جبال الروس وهم نصارى شقر الشعور زرق العيون قباح الصور أهل غدر، وعندهم معادن الفضة. ومن بلادهم يؤتى بالصوم، وهي سبائك الفضة التي بها يباع ويشترى في هذه البلاد ووزن الصومة منها خمس أواقي.
ثم وصلنا بعد عشر من هذه المدينة سُرْدَق "وضبط اسمها بضم السين المهمل وسكون الراء وفتح الدال المهمل وآخره قاف". وهي من مدن دشت قفجق على ساحل البحر ومرساها من أعظم المراسي وأحسنها وبخارجها البساتين والمياه وينزلها الترك وطائفة من الروم تحت ذمتهم وهم أهل الصنائع وأكثر بيوتها خشب. وكانت هذه المدينة كبيرة فخرب معظمها