[خبر المتغلبين على الملك بعد موت السلطان أبي سعيد]
منهم الشيخ حسن ابن عمته الذي ذكرناه آنفاً، تغلب على عراق العرب جميعا ومنهم ابراهيم شاه ابن الأمير سنيته تغلب على الموصل وديار بكر ومنهم الأمير أرتنا تغلب على بلاد التركمان المعروفة أيضا ببلاد الروم ومنهم حسن خواجة بن الدمرطاش بن الجوبان تغلب على تبريز والسلطانية وهمدان وقم وقاشان والري ورامين وفرغان والكرج ومنهم الأمير طغيتمور تغلب على بعض بلاد خراسان ومنهم الأمير حسن بن الأمير غياث الدين تغلب على هراة ومعظم بلاد خراسان ومنهم ملك دينار تغلب على بلاد مكران وبلاد كبج ومنهم محمد شاه بن مظفر تغلب على يزد وكرمان وورقو ومنهم الملك قطب الدين تمهتن تغلب على هرمز وكيش والقطيف والبحرين وقلهات ومنهم السلطان أبو إسحاق الذي تقدم ذكره تغلب على شيراز وأصفهان وملك فارس وذلك مسيرة خمس وأربعين ومنهم السلطان أفراسياب أتابك تغلب على ايذج وغيرها من البلاد وقد تقدم ذكره. ولنعد إلى ما كنا بسبيله، ثم خرجت من بغداد في محلة السطان أبي سعيد وغرضي أن أشاهد ترتيب ملك العراق في رحيله ونزوله وكيفية تنقله وسفره وعادتهم أنهم يرحلون عند طلوع الفجر وينزلون عند الضحى وترتيبهم أنه يأتي كل أمير من الأمراء بعسكره وطبوله وأعلامه فيقف على موضع لا يتعداه قد عين له إما في الميمنة أو الميسرة فإذا توافوا جميعاً وتكاملت صفوفهم ركب الملك وضربت طبول الرحيل وبوقاته وأنفاره وأتى كل أمير منهم فسلم على الملك وعاد إلى موقفه ثم يتقدم أمام الملك الحجاب والنقباء ثم يليهم أهل الطرب وهم نحو المائة رجل عليهم الثياب الحسنة وتحتهم مراكب السلطان وأمام أهل الطرب عشرة من الفرسان قد تقلدوا عشرة من الطبول وخمسة من الفرسان لديهم خمس صرنايات وهي تسمى عندنا بالغيطات فيضربون تلك الأطبال والصرنايات ثم أمسكوا وغنى عشرة آخرون نوبتهم هكذا إلى أن تتم عشر نوبات فعند ذلك يكون النزول ويكون عن يمين السلطان وشماله حين سيره كبار الأمراء وهم نحو خمسين ومن ورائه أصحاب الأعلام والأطبال والأنفار والبوقات ثم مماليك السلطان ثم الأمراء على مراتبهم وكل أمير له أعلام وطبول وبوقات.