وهو جوز الهند وهذا الشجر أغرب الأشجار شأناً وأعجبها أمراً وشجره شبه شجر النخل لا فرق بينهما إلا أن هذه تثمر جوزاً وتلك تثمر تمراً وجوزها يشبه رأس ابن آدم لأن فيها شبه العينين والفم وداخلها شبه الدماغ إذا كانت خضراء وعليها ليف شبه الشعر وهم يصنعون به حبالا يخيطون به المراكب عوضا عن مسأمير الحديد، ويصنعون منه الحبال للمركب. والجوزة منها وخصوصا التي بجزائر ذيبة المهل تكون بمقدار رأس الآدمي. ويزعمون أن حكيماً من حكماء الهند في غابر الزمان كان متصلاً بملك من الملوك ومعظماً لديه وكان للملك وزير بينه وبين هذا الحكيم معاداة فقال الحكيم للملك: أن رأس هذا الوزير إذا قطع ودفن تخرج منه نخلة تثمر بثمر عظيم يعود نفعه على أهل الهند وسواهم من أهل الدنيا. فقال له الملك. فإن لم تظهر من رأس الوزير ما ذكرته قال أن لم يظهر فاصنع برأسي كما صنعت برأسه. فأمر الملك برأس الوزير فقطع. وأخذه الحكيم وغرس نواة تمر في