للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الركن الغربي من دار الندوة ودار الندوة قد جعلت مسجدا شارعا في الحرام مضافا إليه وهي تقابل الميزاب ومنها باب صغير لدار العجلة محدث ومنها باب السدرة واحد وباب العمرة واحد وهو من أجمل أبواب الحرم وباب إبراهيم واحد والناس مختلفون في نسبته فبعضهم ينسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام والصحيح أنه منسوب إلى إبراهيم الخوزي من الأعاجم وباب الحزوة مفتح على بابين وباب ثالث ينسب إليه مفتح على بابين ويتصل لباب الصفا ومن الناس من ينسب البابين من هذه الأربعة المنسوبة لأجياد إلى الدقاقين.

وصوامع المسجد الحرام خمس إحداهن على ركن أبي قبيس عند باب الصفا والأخرى على ركن باب بني شيبة والثالثة على باب دار الندوة والرابعة على ركن باب السدرة والخامسة على ركن أجياد، وبمقربة من باب العمرة مدرسة السلطان المعظم يوسف بن رسول ملك اليمن المعروف بالملك المظفر الذي تنسب إليه الدراهم المظفرية باليمن وهو كان يكسو الكعبة إلى أن غلبه على ذلك الملك المنصور قلاوون وبخارج باب إبراهيم زاوية كبيرة فيها دار إمام المالكية الصالح أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المدعو بخليل وعلى باب إبراهيم قبة عظيمة مفرطة السمو قد صنع في داخلها غرائب صنع الجص ما يعجز عنه الوصف وبإزاء هذا الباب عن يمين الداخل إليه كان يقعد الشيخ العابد جلال الدين محمد بن أحمد الأفشهري وخارج باب إبراهيم بئر تنسب كنسبته وعنده أيضا دار الشيخ الصالح دانيال العجمي الذي كانت صدقات العراق في أيام السلطان أبي سعيد تأتي على يديه وبمقربة منه رباط الموفق وهو من أحسن الرباطات سكنته أيام مجاورتي بمكة المعظمة وكان به في ذلك العهد الشيخ الصالح الطيار سعادة الجراني ودخل يوما إلى بيته بعد صلاة العصر فوجد ساجدا مستقبل الكعبة الشريفة ميتا من غير مرض كان به رضي الله عنه وسكن به الشيخ الصالح شمس الدين محمد الشامي نحو من أربعين سنة وسكن به الشيخ الصالح شعيب المغربي من كبار الصالحين دخلت عليه يوما فلم يقع بصري في بيته على شيء سوى حصير فقلت له في ذلك فقال لي استر على ما رأيت.

وحول الحرم الشريف دور كثيرة لها مناظر وسطوح يخرج منها إلى سطح

<<  <  ج: ص:  >  >>