وضوء فيما بين الصفا والمروة سنة ثمان وعشرين وجعل لها بابين أحدهما في السوق المذكور والآخر في العطارين وعليها ربع يسكنه خدامها وتولى بناء ذلك الأمير علاء الدين بن هلال وعن يمين المروة دار أمير مكة سيف الدين عطيفة بن أبي نمي وسنذكره.
الجبانة المباركة:
وجبانة مكة خارجة باب المعلّى، ويعرف ذلك الموضع بالحجون وإياه عني الحارث بن مضاض الجرهمي بقوله:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كما أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وبهذه الجبانة مدفن الجم الغفير من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين والأولياء إلا أن مشاهدهم دثر وذهب عن أهل مكة علمها فلا يعرف منها إلا القليل فمن المعروف منها قبر أم المؤمنين ووزير سيد المرسلين خديجة بنت خويلد أم أولاد النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ما عدا إبراهيم وجدة السبطين الكريمين صلوات الله وسلامه على النبي صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين وبمقربة منه قبر الخليفة أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العباس رضي الله عنهم أجمعين وفيه الموضع الذي صلب فيه عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وكان به بنية هدمها أهل الطائف غيرة منهم لما كان يلحق حجاجهم المبير١ من اللعن وعن يمين مستقبل الجبانة مسجد خراب يقال إنه المسجد الذي بايعت الجن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذه الجبانة طريق الصاعد إلى عرفات وطريق الذاهب إلى الطائف وإلى العراق.
المشاهد الواقعة خارج مكة:
فمنها الحجون وقد ذكرناه، ويقال أيضاً: أن الحجون هو الجبل المطل
١ المبير، أي: المهلك، وإنما كان اللعن يلحق حجاج الطائف استنكاراً لما صنعه الحجاج بن يوسف الثقفي – وهو من أهل الطائف – من رمي الكعبة بالمنجنيق، وصلب عبد الله بن الزبير.