للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوجدت في ركن من أركانها مقبض خشب مسمراً فيها كأنه مقبض مملسة البناء فجعل الرجل الذي كان معي يده في ذلك المقبض وقال بحق رأس أمير المؤمنين علي رضي الله عنه تحركي وهز المقبض فتحركت الصومعة فجعلت أنا يدي في المقبض وقلت له وأنا أقول بحق رأس أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحركي وهززت المقبض فتحركت الصومعة فعجبوا من ذلك وأهل البصرة على مذهب السنة والجماعة ولا يخاف من يفعل من مثل فعلي عندهم ولو جرى مثل هذا بمشهد الحسين أو بالحلة أو بالبحرين أو قم أو قاشان أو ساوة أو آوة أو طوس لهلك فاعله لأنهم رافضة غالية. قال ابن جزي: قد عاينت بمدينة برشانة من وادي المنصورة من بلاد الأندلس حاطها الله صومعة تهتز من غير أن يذكرها لها أحدٌ من الخلفاء أو سواهم، وفي صومعة الجامع الأعظم بها، وبناؤها ليس بالقديم. وهي كأحسن ما أنت راءٍ من مرّة حسن منظر واعتدالاً وارتفاعاً، لا ميل فيها ولا زيغ. صعدت إليها مرّة، ومعي جماعة من الناس، فأخذ بعض من كان معي بجوانب جامورها وهزوها فاهتزّت، حتى أشرت إليهم أن يكفوا فكفوا عن هزها.

<<  <  ج: ص:  >  >>