الوطاق والوِطاق "بكسر الواو" هو إفراج. وقد نصبت هنالك باركة "باركاه" عظيمة، والباركة عندهم بيت عظيم له أربعة أعمدة من الخشب مكسوة بصفائح الفضة المموهة بالذهب وفي الأعلى كل عمود جامور من الفضة المذهبة له بريق وشعاع وتظهر هذه الباركة على البعد كأنها ثنية. ويوضع عن يمينها ويسارها سقائف من القطن والكتان ويفرش ذلك كله بفرش الحرير وينصب في وسط الباركة السرير الأعظم وهم يسمونه التخت وهو من خشب مرصع وأعواده مكسوة بصفائح فضة مذهبة وقوائمه من الفضة الخالصة المموهة وفوقه فرش عظيم وفي وسط هذا السرير الأعظم مرتبة يجلس عليها السلطان والخاتون الكبرى وعن يمينه مرتبة جلست بها بنته ايت كجك ومعها الخاتون أردوجا، وعن يساره مرتبة جلست عليها الخاتون بيلون ومعها الخاتون كبك، ونصب عن يمين السرير كرسي قعد عليه تين بك ولد السلطان ونصب عن شماله كرسي قعد عليه جان بك ولده الثاني ونصبت كراسي عن اليمن والشمال جلس فوقها أبناء الملوك الكبار ثم الأمراء الصغار مثل أمراء هزارة وهم الذين يقودون ألفاً. ثم أتي بالطعام على موائد الذهب والفضة وكل مائدة يحملها أربعة رجال وأكثر من ذلك وطعامهم لحوم الخيل والغنم مسلوقة وتوضع بين يدي كل أمير مائدة ويأتي الباروجي وهو مقطع اللحم وعليه ثياب حرير وقد ربط عليها فوطة حرير وفي حزامه جملة سكاكين في أغمادها ويكون لكل أمير باروجي فإذا قدمت المائدة قعد بين يدي أمير هـ ويؤتى بصفحة صغيرة من الذهب أو الفضة فيها ملح محلول بالماء فيقطع الباورجي اللحم قطعاً صغاراً ولهم في ذلك صنعة في قطع اللحم مختلطاً بالعظم فإنهم لا يأكلون منه إلا ما اختلط بالعظم. ثم يؤتى بأواني الذهب والفضة للشرب وأكثر شربهم نبيذ العسل وهم حنفية المذهب يحللون شرب النبيذ. فإذا أراد السلطان أن يشرب أخذت بنته القدح بيدها وخدمت برجلها ثم ناولته القدح فشرب ثم تأخذ قدحاً آخر فتناوله للخاتون الكبرى فتشرب منه ثم تناوله لسائر الخواتين على ترتيبهن، ثم يأخذ ولي العهد القدح ويخدم ويناوله أباه فيشرب ثم الخواتين ثم أخته ويخدم جميعهن ثم يقوم الولد الثاني فيأخذ القدح ويسقي أخاه ويخدم له ثم يقوم الأمراء الكبار فيسقي كل واحد منهم ولي العهد ويخدم له ثم يقوم أبناء الملوك ويغنون أثناء ذلك بالموالية. وكانت قد نصبت قبة كبيرة إزاء المسجد للقاضي والخطيب والشريف وسائر الفقهاء والمشايخ