للوقوف في الميمنة أو الميسرة يخدم عند موقف الحجاب، ويقول الحجاب: بسم الله. ويكون ارتفاع أصواتهم بقدر ارتفاع صوت الذي يخدم فإذا خدم انصرف إلى موقفه من الميمنة أو الميسرة لا يتعداه أبداً. ومن كان من كفار الهنود يخدم ويقول له الحجاب والنقباء: هداك الله. ويقف عبيد السلطان من وراء الناس كلهم بأيديهم الترسة والسيوف، فلا يمكن الدخول بينهم إلا بين يدي الحجاب القائمين بين يدي السلطان.
وإن كان بالباب أحد ممن قدم على السلطان بهدية دخل الحجاب إلى السلطان على ترتيبهم يقدمهم أمير حاجب ونائبه خلفه ثم خاص حاجب ونائبه خلفه ثم وكيل الدار ونائبه خلفه ثم سيد الحجاب وشرف الحجاب ويخدمون في ثلاثة مواضع ويعلمون السلطان بمن في الباب فإذا أمرهم أن يأتوا به جعلوا الهدية التي ساقها بأيدي الرجال يقومون بها أمام الناس بحيث يراها السلطان ويستدعي صاحبها فيخدم قبل الوصول إليه ثلاث مرات ثم يخدم عند موقف الحجاب فإن كان رجلاً كبيراً وقف في صف أمير حاجب وإلا وقف خلفه ويخاطبه السلطان بنفسه ألطف خطاب ويرحب به، وإن كان ممن يستحق التعظيم فإنه يصافحه أو يعانقه ويطلب بعض هديته فتحضر بين يديه فإن كانت من السلاح أو الثياب قلبها بيده، وأظهر استحسانها جبراً لخاطر مهديها وإيناساً له ورفقا به وخلع عليه وأمر له بماء لغسل رأسه، على عادتهم في ذلك بمقدار ما يستحقه المهدي.
وإذا أتى العمال بالهدايا والأموال المجتمعة من مجابي البلاد صنعوا الأواني من الذهب والفضة مثل الطسوت والأباريق وسواها وصنعوا من الذهب والفضة قطعاً شبه الآجر يسمونها الخِشْت "بكسر الخاء المعجمة وسكون الشين المعجم وتاء معلوة"، ويقف الفراشون وهم عبيد السلطان صفاً والهدية بأيديهم كل واحد منهم ممسك قطعة ثم يقدم الفيلة أن كان في الهدية شيء منها ثم الخيل المسرجة الملجمة ثم البغال ثم الجمال عليها الأموال ولقد رأيت الوزير خواجه جهان قدم هديته ذات يوم حين قدم السلطان من دولة أباد ولقيه بها في ظاهر مدينة بيانة فأدخلت الهدية إليه على هذا الترتيب، ورأيت في جملتها صينية مملوءة بأحجار الياقوت وصينية مملوءة بأحجار الزمرد وصينية مملوءة باللؤلؤ الفاخر. وكان حاجي كاون ابن عم السلطان أبي سيعد ملك العراق حاضراً عنده حين