للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسكت الجميع لأنهم كانوا يريدون تحصيل الأموال والانصراف إلى بلادهم وتكلم أمير بخت بن السيد تاج الدين الذي تقدم ذكره فقال: أما الوزارة فميراثي، وأما الكتابة فشغلي وغير ذلك لا أعرفه.

وتكلم هبة الله بن الفلكي فقال مثل ذلك، وقال لي خدواند زاده بالعربي: ما تقول أنت يا سيدي؟ وأهل تلك البلاد ما يدعون العربي إلا بالتسويد١ وبذلك يخاطبه السلطان تعظيماً للعرب فقلت له أما الوزارة والكتابة فليست شغلي وأما القضاء والمشيخة فشغلي وشغل آبائي وأما الإمارة فتعلمون أن الأعاجم ما أسلمت إلا بأسياف العرب. فلما بلغ ذلك إلى السلطان أعجبه كلامي وكان بهزار أسطون يأكل الطعام فبعث عنا فأكلنا بين يديه وهو يأكل ثم انصرفنا إلى خارج هزار أسطون فقعد أصحابي وانصرفت بسبب دمل كان يمنعني الجلوس فاستدعانا السلطان ثانية فحضر أصحابي واعتذروا له عني وجئت بعد صلاة العصر فصليت بالمشور المغرب والعشاء الآخرة ثم خرج الحاجب فاستدعانا، فدخل خذواند زاده ضياء الدين وهو أكبر الإخوة المذكورين فجعله السلطان أمير داد وهو من الأمراء الكبار فجلس بمجلس القاضي فمن كان له حق على أمير أو كبير أحضره بين يديه وجعل مرتبه على هذه الخطة خمسين ألف دينار في السنة عين له مجاشر قائدها ذلك المقدار فأمر له بخمسين ألفا عن يد وخلع عليه خلعة حرير مزركشة تسمى صورة الشير ومعناه صورة السبع لأنه يكون في صدرها وظهرها صورة سبع وقد خيط في باطن الخلعة بطاقة بمقدار ما زركش فيها من الذهب وأمر له بفرس من الجنس الأول والخيل عندهم أربعة أجناس وسروجهم كسروج أهل مصر ويكسون أعظمها بالفضة المذهبة ثم دخل أمير بخت فأمره أن يجلس مع الوزير في مسنده ويقف على محاسبات الدواوين وعيّن له مرتبا أربعين ألف دينار في السنة أعطي مجاشر قائدها بمقدار ذلك وأعطي أربعين ألفا عن يد وأعطي فرساً مجهزاً وخلع عليه كخلعة الذي قبله ولقب شرف الملك.

ثم دخل هبة الله بن الفلكي فجعله رسول دار ومعناه حاجب الإرسال، وعين له مرتبا أربعين ألف دينار في السنة أعطي مجاشر يكون قائدها بمقدار ذلك


١ أي ما ينادونه إلاّ ملقّباً بالسيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>