ومن بعض فضلاء القدس قاضيه العالم شمس الدين محمد بن سالم الغزي "بفتح الغين"، وهو من أهل غزة وكبرائها. ومنهم خطيبه الصالح الفاضل عماد الدين النابلسي ومنهم المحدث المفتي شهاب الدين الطبري ومنهم مدرس المالكية وشيخ الخانقا الكريمة أبو عبد الله بن مثبت الغرناطي نزيل القدس ومنهم الشيخ الزاهد أبو علي حسن المعروف بالحجوب من كبار الصالحين ومنهم الشيخ الصالح العابد كمال الدين المراغي ومنهم الشيخ الصالح العابد أبو عبد الرحيم عبد الرحمن بن مصطفى من أهل أرز الروم وهو من تلامة تاج الدين الرفاعي صحبته ولبست منه خرقة التصوف. ثم سافرت من القدس الشريف برسم زيارة ثغر عسقلان وهو خراب قد عاد رسوما طامسة وأطلالا دارسة وقل بلد من المحاسن ما جمعته عسقلان اتقانا وحسن وضع وأصالة مكان وجمعا بين مرافق البر والبحر وبها المشهد حيث كان رأس الحسين بن علي عليه السلام قبل أن ينقل إلى القاهرة وهو مسجد عظيم سامي العلو فيه جب للماء أمر ببنائه بعض العبيد وكتب ذلك على بابه وفي قبلة هذا المزار مسجد كبير يعرف بمسجد عمر لم يبق منه إلا حيطانه وفيه أساطين رخام لا مثيل لها في الحسن وهي ما بين قائم وحصيد ومن جملتها أسطوانة حمراء عجيبة يزعم الناس أن النصارى احتملوها إلى بلادهم ثم فقدوها فوجدت في موضعها بعسقلان وفي القبلة من هذا المسجد بئر تعرف ببئر إبراهيم عليه السلام ينزل إليها في درج متسعة ويدخل منها إلى بيوت وفي كل ناحية من جهاتها الأربع تخرج من أسراب مطوية بالحجارة وماؤها عذب وليس بالغزير ويذكر الناس من فضائلها كثيراً وبظاهر عسقلان وادي النمل ويقال أنه المذكور في الكتاب العزير وبجبانة عسقلان من قبور الشهداء والأولياء مالا يحصر لكثرته أوقفنا عليهم المزار المذكور وله جراية يجريها له ملك مصر مع ما يصل إليه من صدقات الزوار. ثم سافرت منها إلى مدينة الرملة وهي فلسطين مدينة كبيرة كثيرة الخيرات حسنة الأسواق وبها الجامع الأبيض ويقال أن في قبلته ثلاثمائة من الأنبياء مدفونين عليهم السلام وفيها من كبار الفقهاء مجد الدين النابلسي. ثم خرجت منها إلى مدينة نابلس وهي مدينة