للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التَّصْلِيَةُ لَكُمْ، سَوَاءٌ صَبَرْتُمْ أَوْ لا. فَالْحَالَتَانِ سَوَاءٌ، وَالْعَلاقَةُ الْمُضَادَّةُ. لأَنَّ التَّسْوِيَةَ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ مُضَادَّةٌ لِوُجُوبِ الْفِعْلِ١. وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فَاخْتَصَّ ٢ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ٣.

"وَ" التَّاسِعَ عَشَرَ: كَوْنُهَا بِمَعْنَى "دُعَاءٍ"٤ نَحْوُ قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} ٥، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} ٦ وَكُلُّهُ طَلَبُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّفَضُّلِ وَالإِحْسَانِ.

وَالْعَلاقَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ٧ الإِيجَابِ طَلَبُ أَنْ يَقَعَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ٨.

"وَ" الْعِشْرُونَ: كَوْنُهَا بِمَعْنَى "تَمَنٍّ٩" كَقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:


١.انظر: نهاية السول ٢/١٩.
٢. في جميع النسخ: فأحرص، وهو تحريف من النساخ.
٣. هذا الحديث رواه البخاري تعليقاً في "صحيحه" في كتاب النكاح، باب ما يكره من التبتل والخصاء، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله، إني رجل شاب، وأنا أخاف على نفسي العنت، ولا أجد ما أتزوج به النساء، فسكت عني، ثم قلت: مثل ذلك، فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، جف القلم بما أنت لاقٍ، فاختصِ على ذلك أو ذر".
ورواه النسائي بلفظ: "ولا أجد طولاً أتزوج النساء، أفأختصي؟ فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال ثلاثاً".
"انظر: صحيح البخاري ٣/١٥٥-١٥٦، سنن النسائي ٦/٤٩".
٤. انظر: المحصول ? ١ ق٢/٦٠، المستصفى ١/٤١٨، المنخول ص١٣٣، نهاية السول ٢/١٩، جمع الجوامع ١/٣٧٤، الإحكام للآمدي ٢/١٤٣، الروضة ٢/١٩١، التوضيح على التنقيح ٢/٥١، كشف الأسرار ١/١٠٧، فواتح الرحموت ١/٣٧٢.
٥. الآية ٤١ من إبراهيم، وفي ز ع ض ب: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} نوح/٢٨.
٦. الآية١٤٧ من آل عمران.
٧. في ش: بين وبينه، وفي ز: بين وبين.
٨. انظر: نهاية السول ٢/١٩.
٩. انظر: نهاية السول ٢/١٩، جمع الجوامع ١/٣٧٤، المحصول ? ١ ق٢/٦٠، المستصفى ١/٤١٨، المنخول ص١٣٣، الإحكام للآمدي ٢/١٤٣، فواتح الرحموت ١/٢٧٢، كشف الأسرار ١/١٠٧، التوضيح على التنقيح ٢/٥١، الروضة ٢/١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>