للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"أَلا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلا انْجَلِي١"

وَإِنَّمَا حُمِلَ عَلَى التَّمَنِّي دُونَ التَّرَجِّي؛ لأَنَّهُ أَبْلَغُ. لأَنَّهُ نَزَّلَ لَيْلَهُ لِطُولِهِ مَنْزِلَةَ الْمُسْتَحِيلِ انْجِلاؤُهُ٢. كَمَا قَالَ الآخَرُ

"وَلَيْلُ الْمُحِبِّ بِلا آخِرٍ٣"

قَالَ بَعْضُهُمْ؛ وَالأَحْسَنُ تَمْثِيلُ هَذَا كَمَا مَثَّلَهُ ابْنُ فَارِسٍ لِشَخْصِ تَرَاهُ: كُنْ فُلانًا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ٤ تَبُوكَ "كُنْ أَبَا ذَرٍّ" ٥ وَرَأَى٦ آخَرَ فَقَالَ:


١. هذا صدر بيت من الطويل للأمرئ القيس، وعجزه:
"بصبح وما الإصباح منك بأمثل"
واستشهد بهذا البيت ابن الشجري في "أماليه"، والعيني في "شرح شواهد الألفية"، والأشموني في "شرح ألفية ابن مالك"، والعباسي في "معاهد التنصيص"، والشيخ خالد في "التصريح بمضمون التوضيح".
"انظر: ديوان امرئ القيس ص٨ ط ثانية بدار المعارف بمصر، معجم شواهد العربية ص٣٠٤".
٢. قال العلماء: إن الترجي يكون في الممكنات والتمني في المستحيلات، لذلك حمل الشاعر ليله على التمني، لأن ليل المحب لطوله كانه مستحيل الانجلاء، ولذا استشهدوا في البيت للتمني، وقد يكون للترجي إذا كان مترقباً للإصباح.
"انظر: نهاية السول ٢/١٩، فواتح الرحموت ١/٣٤٢، المحلي على جمع الجوامع ١/٣٧٤".
٣. هذا عجز بيت من المتقارب لخالد الكاتب، وصدره:
"رقدت ولم ترث للساهر"
ذكره الجرجاني في "دلائل الإعجاز ص٣٧٦، الطبعة الثالثة عن دار المنار بمصر سنة ١٣٦٦ هـ" وعبد السلام هارون في "معجم شواهد العربية ص١٩٣".
٤. ساقطة من ز ع ض ب.
٥. هذا الحديث رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وقال: فيه إرسال.
"انظر: المستدرك ٣/٥٠، زاد المعاد ٣/٥٣٤، طبع مؤسسة الرسالة".
٦. في ب وروى.

<<  <  ج: ص:  >  >>