للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَبَعْضُهُمْ عَبَّرَ عَنْهُ بِالتَّكْوِينِ١، وَسَمَّاهُ الْقَفَّالُ وَأَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ: التَّسْخِيرَ، فَهُوَ تَفْعِيلٌ مِنْ " كَانَ " بِمَعْنَى وُجِدَ، فَتَكْوِينُ الشَّيْءِ إيجَادُهُ مِنْ الْعَدَمِ. وَاَللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُوجِدُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَخَالِقُهُ٢.

"وَ" الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: كَوْنُهَا بِمَعْنَى "خَبَرٍ٣" نَحْوُ قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} ٤ وقوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} ٥ وقوله تعالى: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} ٦ وقوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ٧

وَمِنْهُ عَلَى رَأْيٍ "إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت" ٨


١ منهم صدر الشريعة وابن عبد الشكور من الحنفية، والفخر الرازي وابن السبكي من الشافعية، والتكوين هو الإيجاد من العدم، أما التسخير فهو الانتقال إلى حالة ممتهنة، وقال ابن عبد الشكور عن "التكوين":ولا يعتبر فيه الانتقال من حالة إلى أخرى كالتسخير".
"انظر: التوضيح على التنقيح ٢/٥١، ٥٣، فواتح الرحموت ١/٣٤٢، المحصول ? ١ ق٢/٦١، جمع الجوامع ١/٣٤٣، التبصرة ص٣٠، التلويح على التوضيح ٢/٥٨، كشف الأسرار ١/١٠٧، ١١٢ وما بعدها، العبادي على الورقات ص٩٨، نهاية السول ٢/١٩، أثر الاختلاف في القواعد الأصولية ص٢٩٦"
٢ يرى بعض العلماء أن الأمر هنا بمعنى التكوين حقيقة، وليس مجازاً، قال السرخسي الحنفي: "فالمراد حقيقة هذه الكلمة "كن" عندنا، لا يكون مجازاً عن التكوين كما زعم بعضهم". "أصول السرخسي ١/١٨".
٣ انظر: المحصول ? ١ ق٢/٥٠، نهاية السول ٢/١٩، جمع الجوامع ١/٣٧٤، كشف الأسرار ١/١٠٧، الروضة ٢/١٩١، شرح تنقيح الفصول ص١٤٢.
٤ الاية ٨١ من التوبة.
٥ الآية ٧٥ من مريم.
٦ الآية ١٢ من العنكبوت.
٧ الآية ٣٨ من مريم.
٨ هذا جزء من حديث شريف، وأوله: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة"، وسبق تخريجه ح٢ص٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>