للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وَ" النَّوْعُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ

أَنْ يَكُونَ الْكَلامُ مَجَازًا بِاعْتِبَارِ نَقْلِ اسْمٍ لِعَلاقَةِ١ "مُجَاوَرَةٍ"

كَإِطْلاقِ لَفْظِ "الرَّاوِيَةِ" عَلَى ظَرْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّمَا هِيَ فِي الأَصْلِ الْبَعِيرُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ٢.

"وَنَحْوِهِ" أَيْ نَحْوِ مَا تَقَدَّمَ، مِثْلُ أَنْ يَكُونَ الْكَلامُ مَجَازًا بِاعْتِبَارِ التَّقَدُّمِ وَالتَّأَخُّرِ٣، وَذَكَرُوا مِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {وَاَلَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحَوَى} ٤ وَالْغُثَاءُ: مَا احْتَمَلَهُ السَّيْلُ مِنْ الْحَشِيشِ، وَالأَحْوَى: الشَّدِيدُ الْخُضْرَةِ. وَذَلِكَ سَابِقٌ فِي الْوُجُودِ٥.

وَكَذَا الاسْتِثْنَاءُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ، وَهُوَ الْمُنْقَطِعُ وَقَدْ يُقَالُ: إنَّهُ بِتَأْوِيلِهِ بِدُخُولِهِ تَحْتَ الْجِنْسِ يَكُونُ مِنْ مَجَازِ الْمُشَابَهَةِ.

وَمِنْهَا: وُرُودُ الأَمْرِ بِصُورَةِ الْخَبَرِ وَعَكْسِهِ٦، نَحْوُ {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ} ٧ وقَوْله تَعَالَى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ٨ وَقَدْ يُقَالُ:


١ في ش: علاقة.
٢ انظر تفصيل الكلام على هذا النوع في "المحلي على جمع الجوامع وحاشية البناني عليه ١/ ٣١٧، المزهر ١/ ٣٦٠، روضة الناظر وشرحها لبدران ٢/ ١٧ وما بعدها".
٣ انظر تفصيل الكلام على هذا النوع في "الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٨٢-٨٦، معترك الأقران ١/ ٢٦٦، اللمع للشيرازي ص٥".
٤ الآية ٤، ٥ من الأعلى.
٥ قال الشيرازي: "والمراد أخراج المرعى أحوى، فجعله غُثَاءً، فقدّم وأخّر" "اللمع ص٥" وانظر معترك الأقران ٢/ ٦٨٤، مفردات الراغب ص١٤٠.
٦ انظر تفصيل الكلام على هذا النوع في "معترك الأقران ١/ ٢٥٩، الإشارة إلى الإيجاز ص٣٩، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٣٤، البرهان ٢/ ٢٨٩".
٧ الآية ٢٣٣ من البقرة. وقال العز بن عبد السلام: أي لترضع الوالدات أولادهن حولين كاملين.
٨ الآية ٣٨ من مريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>