للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَوَّلَ١ هَذَا بِأَنَّهُ تَعَمَّدَ ذَلِكَ لِيَقَعَ النِّسْيَانُ فِيهِ بِالْفِعْلِ، وَهُوَ خَطَأٌ، لِتَصْرِيحِهِ صلى الله عليه وسلم بِالنِّسْيَانِ فِي قَوْلِهِ: "إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ. فَإِذَا نَسِيت فَذَكِّرُونِي" ٢. وَلأَنَّ الأَفْعَالَ الْعَمْدِيَّةَ تُبْطِلُ الصَّلاةَ. وَالْبَيَانُ كَافٍ بِالْقَوْلِ. فَلا ضَرُورَةَ إلَى الْفِعْلِ٣. وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ٤ وَغَيْرُهُ الْخِلافَ فِي الأَفْعَالِ، وَأَنَّهُ لا يَجُوزُ فِي الأَقْوَالِ الْبَلاغِيَّةِ إجْمَاعًا٥. وَمَعْنَاهُ لابْنِ عَقِيلٍ، فِي الإِرْشَادِ. فَإِنَّهُ قَالَ: الأَنْبِيَاءُ لَمْ يُعْصَمُوا مِنْ الأَفْعَالِ فِي نَفْسِ الأَدَاءِ. فَلا يَجُوزُ عَلَيْهِمْ الْكَذِبُ فِي


١ في ز ض ب ع: يعبر في.
٢ هذا جزء من حديث طويل رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد عن ابن مسعود مرفوعاً.
"انظر: صحيح البخاري ١/ ٨٢، صحيح مسلم ١/ ٤٠٠، سنن أبي داود ١/ ١٣٣، سنن النسائي ٣/ ٢٤، سنن ابن ماجه ١/ ٣٨٠، ٣٨٢، مسند أحمد ١/ ٤٥٥، نيل الأوطار ٣/ ١٣٣".
٣ انظر: المسودة ص ١٩٠، إرشاد الفحول ص ٣٥.
٤ هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرو، أبو الفضل اليحصبي السبتي، القاضي، عالم المغرب، الحافظ. وهو من أهل التفنن في العلم والذكاء والفطنة والفهم. تفقه وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان، وبعُد صيته، وكان إمام أهل الحديث في وقته، وأعلم الناس بعلوم الحديث والنحو والأصول واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم. ولي قضاء سبتة ثم غرناطة. ومن مؤلفاته: "الشفاء"، "وطبقات المالكية"، "وشرح صحيح مسلم"، "والتاريخ"، و"المشارق"، و"الإعلام بحدود قواعد الإسلام", و"الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع". توفي سنة ٥٤٤هـ بمراكش.
انظر ترجمته في "الديباج المذهب ٢/ ٤٦، طبقات المفسرين ٢/ ١٨، إنباه الرواة ٢/ ٣٦٣، شجرة النور الزكية ص ١٤٠، تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٠٤، تهذيب الأسماء ٢/ ٤٣، وفيات الأعيان ٣/ ١٥٢، طبقات الحفاظ ص ٤٦٨، بغية الملتمس ص ٤٢٥".
وفي ب: وعياض.
٥ الشفاء للقاضي عياض ٢/ ١٦٠. وانظر: الأربعين في أصول الدين للرازي ص ٣٢٩، نهاية الإقدام ص ٤٤٥، إرشاد الفحول ص ٣٥، المسودة ص ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>