للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله أن يسهل علينا فتحها ثم ودعه وسار خالد رضي الله عنه بمن معه إلى حمص وتوجه أبو عبيدة رضي الله عنه إلى بعلبك إذ ورد بطريق جوسيه ومعه الهدايا والتحف وصالح المسلمين سنة كاملة وقال أن فتحتم بعلبك فانا بين ايديكم ولا نخالف لكم قولا فصالحهم أبو عبيدة رضي الله عنه على أربعة آلاف درهم وخمسين ثوبا من الديباج فلما انبرم الصلح سار أبو عبيدة رضي الله عنه يطلب بعلبك فما بعد من اللبوة إلا وقد اشرف عليه راكب نجيب فإذا هو اسامة بن زيد الطائي فقال: يا اسامة من اين اقبلت فأتاح نجيبه وسلم على ابي عبيدة رضي الله عنه وعلى المسلمين وقال أتيت من المدينة وسلم إليه كتابا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففضه أبو عبيدة رضي الله عنه وإذا فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى امين الأمة سلام عليك فاني أحمد الله لا إله إلا هو واصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد فلا مرد لقضاء الله وقدره ومن كتب في اللوح المحفوظ كافرا فلا ايمان له وذلك أن جبلة بن الأيهم الغساني كان قدم علينا ببني عمه وسراة قومه فأنزلتم واجسنت إليهم واسلموا على يدي وفرحت بذلك إذ شد الله عضد الإسلام والمسلمين بهم ولم اعلم ما كمن في الغيب وأنا سرنا إلى مكة حرسها الله تعالى وعظمها نطلب الحج فطاف جبلة بالبيت اسبوعا فوطىء رجل من فزارة ازاراه فسقط ازاره عن كتفه فالتفت إلى الفزاري وقال: يا ويلك كشفتني في حرم الله تعالى فقال والله ماتعمدتك فلطم جبلة بن الأيهم الفزاري لطمة هشم بها انفه وكسر ثناياه الأربع فأقبل الفزاري الي مستعيا على جبلة فأمرت باحضاره وقلت له: ما حملك على أن لطمت اخاك في الإسلام وكسرت ثناياه الأربع وهشمت انفه فقال جبلة إنه وطىء ازاري برجله فحله ووالله لولا حرمة هذا البيت لقتلته فقلت له: اقررت على نفسك فاما أن يعفو عنك واما أن أخذ له منك القصاص فقال: أيقتص وأنا ملك وهو من السوقة قلت: قد شملك وإياه الإسلام فما تفضله إلا بالعافية فقال أتتركني إلى غدا او تقتص مني فقلت للفزاري: اتتركه إلى غد قال: نعم فلما كان الليل ركب في بني عمه وتوجه إلى الشام إلى كلب الطاغية وأرجوا أن الله تعالى يظفرك به فانزل على حمص ولا تنفذ عنها فإن صالحك اهلها فصالحهم وأن أبو فقاتلهم وابعث عيونك إلى انطاكية وكن على حذر من المنتصرة والسلام عليك ورحمة الله وعلى جميع المسلمين.

قال الواقدي: فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب في سره جهر به مرة اخرى ثم لوى يطلب حمص وكان خالد رضي الله عنه سبقه إليها بثلث الجيش فنزل عليها يوم الجمعة من شوال سنة أربع عشرة من الهجرة النبوية وكان عليها واليا بطريق من قبل هرقل اسمه لقيطا وكان قد مات قبل نزول خالد والمسلمين رضي الله عنهم اجمعين فاجتمع المشركون في كنيستهم العظمى وقال كبيرهم اعلموا أن صاحب الملك قد مات وليس.

<<  <  ج: ص:  >  >>